: آخر تحديث
على وقع أزمة اقتصادية مهيمنة

انتخابات تشريعية في "جمهورية شمال قبرص التركية"

63
67
69

نيقوسيا: دعي نحو 204 آلاف ناخب إلى التصويت في انتخابات تشريعية مبكرة في "جمهورية شمال قبرص التركية"، في نهاية حملة هيمنت عليها أزمة اقتصادية تشهدها هذه المنطقة التي تمتدّ مساحتها على ثلث أراضي الجزيرة المتوسطية ولا تعترف بها سوى أنقرة.

وفي هذه الجمهورية المعلنة أحادياً بدعم من تركيا، أدى تراجع قيمة الليرة التركية بنسبة 44 بالمئة مقابل الدولار في 2021، إلى ارتفاع هائل في الأسعار وتجاوز التضخم 46 بالمئة.

ويتوجه القبارصة الأتراك اعتباراً من الساعة 08,00 (06,00 ت غ) إلى مراكز الاقتراع لانتخاب خمسين نائباً في ست دوائر انتخابية عن طريق التمثيل النسبي. ومن المتوقع صدور نتائج مؤقتة الإثنين على أبعد حد.

وقال الخبيران في علم السياسة أحمد سوزين وديفريم شاهين في مذكرة نشرها مركز الأبحاث الإيطالي "معه دراسات السياسة الدولية" (ايسبي) إنّ "الحملة الانتخابية لم تُثر قدراً كبيراً من الاهتمام والحماس كما في الانتخابات السابقة في شمال قبرص، لأن المواطنين منشغلون خصوصاً بصحتهم وسلامتهم وظروفهم المعيشية".

وكان رجب طيب إردوغان اتُهم بالتدخّل في الانتخابات الرئاسية التي جرت في 2020 في "جمهورية شمال قبرص التركية" وفاز فيها بفارق ضئيل القومي إرسين تتار، الحليف المقرب من الرئيس التركي، على الرئيس المنتهية ولايته مصطفى أكينجي المؤيد لإعادة توحيد جزيرة قبرص في دولة اتحاديّة.

واعتبر الخبيران في علم السياسة أنه بالنسبة إلى انتخابات الأحد "لن تحتاج تركيا إلى لعب دور نشط لتغيير مسار هذه الانتخابات".

كشفت استطلاعات الرأي أنّ حزب الوحدة الوطنية (يمين قومي) المؤيّد لحلّ الدولتين، سيحتفظ على الأرجح بموقعه كأول قوّة سياسيّة في برلمان شمال قبرص، حيث يشغل 21 مقعداً، متقدّمًا على الحزب الجمهوري التركي (يسار) المؤيّد لتسوية مع القبارصة اليونانيّين.

ولم يبرز خلال الحملة الانتخابيّة النقاش حول حل النزاع القبرصي، لكنّ جزءًا من القوى اليساريّة المؤيّدة لحلّ فدرالي دعا إلى مقاطعة الانتخابات. واعتبر حزب قبرص المتحدة أنّ "لا شيء سيتغيّر" طالما أنّ مجتمع القبارصة الأتراك "لم يتحرّر من نير أنقرة".

"جمهورية شمال قبرصة التركيّة"

ومنذ غزو الجيش التركي شمالَ قبرص في 1974 ردّاً على انقلاب نفّذه القبارصة اليونانيّون القوميّون الذين أرادوا إلحاق الجزيرة المتوسطيّة باليونان، انقسمت جمهوريّة قبرص، العضو في الاتحاد الأوروبي منذ 2004، إلى جزئين.

ولا تُمارس الحكومة القبرصيّة المعترف بها دوليًا سلطتها سوى على الجزء الجنوبي من الجزيرة الذي يسكنه بشكل رئيسي القبارصة اليونانيّون.

أمّا "جمهورية شمال قبرصة التركيّة" التي أُعلِنت أحاديًا في 1983 في الجزء الشمالي من الجزيرة، فيقطنها معظم القبارصة الأتراك والمستوطنون الأتراك، ولا تعترف بها سوى أنقرة.

وتوقّفت المفاوضات بشأن تسوية النزاع في الجزيرة منذ 2017. وفي نيسان/أبريل 2021، فشلت محاولة إعادة إطلاق المحادثات التي نظّمتها الأمم المتحدة التي تشرف على منطقة عازلة تمتدّ بين شطرَي الجزيرة.

في 2004، نُظّم استفتاء على خطّة قدّمتها الأمم المتحدة بهدف إعادة توحيد الجزيرة. ووافق نحو 65 بالمئة من القبارصة الأتراك على هذه الخطّة، بينما رفضها أكثر من 75 بالمئة من القبارصة اليونانيّين.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في أخبار