كراكاس: اعتبر الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو في خطاب متلفز أنّ تسليم رجل الأعمال أليكس صعب الذي يُعتبر وسيطًا مهمًا لدى كراكاس، إلى الولايات المتحدة، هو "إحدى أشنع المظالم في العقود الأخيرة".
وقال مادورو "إنه أحد أبشع أشكال الظلم التي ارتُكبت في العقود الأخيرة"، مؤكّدًا أنّ "فنزويلا تعمل في الأمم المتحدة بنيويورك، وفي جنيف لدى منظّمات حقوق الإنسان. نحن نعمل على كل المستويات".
كما قدّم مادورو روايته لما سمّاه بعملية "خطف" صعب، قائلًا "وصلت طائرة. نزل بلطجية وبحثوا عنه وأخرجوه من خلال ضربه، لأخذه بعيدًا دون إخطار محاميه أو عائلته أو أي شخص آخر".
"سيواجه محاكمته بكرامة"
وأكّد رجل الأعمال أليكس صعب المقرّب من السلطة الفنزويلية والذي سلّمته دولة الرأس الأخضر السبت إلى الولايات المتحدة، في رسالة قرأتها زوجته الأحد خلال تجمع عام في كراكاس أنه "لن يتعاون مع السلطات الأميركية" بل "سيواجه محاكمته بكرامة".
وخلال تظاهرة دعمًا لزوجها نظّمتها السلطات الفنزويلية وضمّت نحو 300 شخص، قرأت كاميلا فابري وهي تبكي نص الرسالة التي جاء فيها "سأواجه محاكمتي بكرامة تامة (...) أريد أن أكون واضحًا: لست مضطرًّا للتعاون مع الولايات المتحدة. لم أرتكب أي جريمة".
وصعب الذي يعتبر وسيطًا مهمًا للسلطة الفنزويلية، يُفترض أن يحضر "أول جلسة قضائية له يوم الاثنين" في محكمة بفلوريدا، على ما قالت وزارة العدل الأميركية في بيان.
وأضاف صعب في رسالته "أُعلن أنني في كامل قواي العقلية، ولن أقدم على الإنتحار، في حال قاموا باغتيالي من أجل أن يقولوا لاحقًا إنّني انتحرت".
وقال الصحافي روبرتو دينيز المتخصّص في الملف "يمكن (لصعب) أن يكشف أشياء عن الترتيبات وتداول الأموال والتكاليف المضخمة... لقد كان الركيزة الأساسية لشؤون نظام مادورو مع الدول الحليفة".
وتحدّثت زوجة صعب عن عملية تسليمه إلى الولايات المتحدة، قائلة "كل شيء تم من وراء ظهور المحامين وظهرنا".
وقالت فابري، وهي أم لفتاتين، إنّ سلطات الرأس الأخضر والولايات المتحدة تعاملت بـ"جبن". وأضافت "أكثر ما يزعج الولايات المتحدة هو أن زوجي لن ينحني أبدًا! لديه قوة الحقيقة والبراءة".
ويشتبه بأنّ صعب وشريكه ألفارو بوليدو المتّهم أيضًا بغسل الأموال، حوّلا 350 مليون دولار من فنزويلا إلى حسابات أجنبية يملكانها أو يسيطران عليها. ويواجه الرجلان عقوبة بالسجن تصل إلى 20 عامًا.
غضب فنزويلي
اعتُقل صعب الذي اتهم بغسل أموال في تموز/يوليو 2019 في ميامي، عندما توقّفت طائرته في الرأس الأخضر منتصف حزيران/يونيو 2020 للتزوّد بالوقود. وكان ينتظر منذ أكثر من عام أن يقرّر القضاء في الأرخبيل مصيره.
وردّت فنزويلا بغضب على تسليم صعب، وعلّقت المحادثات مع المعارضة المدعومة من الولايات المتحدة في مكسيكو.
وفي بيان، قال رئيس البرلمان الفنزويلي خورخي رودريغيز الذي يرأس وفد الحكومة الفنزويلية إلى الحوار مع المعارضة، إنّ "وفدنا يعلن تعليق مشاركته في طاولة المفاوضات والحوار".
وأضاف "لن نحضر الجولة (الرابعة) التي كان مقرّرًا أن تبدأ غدًا 17 تشرين الأول/أكتوبر، احتجاجًا على الإعتداء الوحشي (...) على أليكس صعب".
وكانت كراكاس تأمل في أن يكون صعب عضوًا في الوفد الحكومي إلى هذا الحوار المتعلّق بإنهاء الأزمة السياسية والإقتصادية في البلاد.