يقترب السابع من تشرين الأول (أكتوبر) القادم بسرعة، وتبقى حوالى شهر واحد لتحل ذكرى مرور عام كامل على أحداث 7 تشرين الأول (أكتوبر) 2023 وما تلاها من تدمير لقطاع غزة. في ذلك اليوم، نفذت حركة حماس عملية مسلحة مدعومة من إيران، وكان الهدف منها تقويض عملية السلام. وما تلا ذلك كان تدميرًا واسع النطاق لغزة ومحاولة إسرائيلية جادة ومستمرة لاجتثاث حماس. أدى ذلك إلى قتل الآلاف من الفلسطينيين وتشريد مليوني فلسطيني في غزة، واغتيال رئيس حركة حماس إسماعيل هنية.
في ضوء هذه المعطيات، ازدادت الشكوك حول الدور الإيراني ومدى مصداقيته في العداء لإسرائيل. يبدو أن إيران قد ضللت حركة حماس لتمنح إسرائيل الذريعة لاجتثاثها وتقويض عملية السلام. وبالنسبة إلى إيران، فإنَّ الدم الفلسطيني هو دم رخيص، فكيف بإسرائيل التي ارتكبت المجازر دون أن تحرك إيران ساكنًا؟ ردود الفعل الإيرانية، التي تدعي أنها تأتي انتقامًا من أي عملية إسرائيلية تستهدف أحد قادتها، تبدو مشبوهة.
ولتكتمل الصورة، هناك مؤشرات خطيرة تشير إلى تحول القتال إلى الضفة الغربية لتلقى نفس مصير غزة. لكن هذه المرة، ستكون المواجهة بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل، بذريعة وجود مقاتلين فلسطينيين ينتمون إلى الفصائل الفلسطينية بما فيها حماس يهددون الأمن الإسرائيلي. في هذه الحالة، لن تقف السلطة الفلسطينية موقف المتفرج، مما قد يحول المواجهة إلى مواجهة فلسطينية-إسرائيلية شاملة في الضفة الغربية. هذا التصعيد قد يهدد باجتثاث السلطة الفلسطينية، ويصبح مصير الرئيس الفلسطيني محمود عباس كمصير هنية، وقد يواجه سكان الضفة ما واجهه سكان غزة.
من منظور مشكك، قد يبدو أن رأس عباس سيكون مقابل رأس هنية، وهو رد إيراني على مقتل هنية بسلاح إسرائيلي. فهل وصل التواطؤ الإيراني-الإسرائيلي إلى هذا الحد؟