: آخر تحديث
جمال سند السويدي: الكتاب من أجل تعريف الأجيال الجديدة بدور صاحب السمو في تحقيق النهضة

توقيع كتاب "صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.. إضاءات في مسيرة رجل الإنسانية"

138
127
121

ألقى الدكتور جمال سند السويدي، نائب رئيس مجلس أمناء مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، كلمةً رئيسية عن كتابه الجديد بعنوان: "صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.. إضاءات في مسيرة رجل الإنسانية". جاء ذلك خلال حفل تدشين الكتاب، اليوم الثلاثاء الموافق 26 سبتمبر 2023، والذي أقيم بفندق سانت ريجيس الكورنيش أبوظبي، وحضره لفيف من كبار الكتَّاب والمثقفين والخبراء ورجال الصحافة والإعلام.


وأعرب الدكتور جمال سند السويدي، في بداية كلمته، عن سعادته البالغة بالحفل، ووجّه الشكر للحاضرين والمشاركين فيه، وأكد أنه يعتبر كتاب "صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.. إضاءات في مسيرة رجل الإنسانية" الإصدار الأهم في حياته البحثية والفكرية على الإطلاق، وأهم كتاب في الأدبيات الإنسانية.


وأوضح أن الكتاب يتحدث عن مسيرة العمل الوطني لمحمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، منذ تخرجه وعمله في القوات المسلحة، ويبرز دوره المحوري في تطويرها، ويركّز على الجوانب الإنسانية في مسيرته، مشدداً على أنه التزم الحيادية والموضوعية، ولم يحِد أبداً عن القواعد البحثية والعلمية، أثناء تأليفه هذا الكتاب الاستراتيجي المهم.
وشدَّد السويدي، على أنه أقدم على تأليف هذا الكتاب بدوافع وطنية، أهمها أن محمد بن زايد آل نهيان، أفضل نموذج للقيادة الحكيمة المُلهِمة، التي تُلح بقوة على ذهنية أي مفكر أو باحث استراتيجي، وتدفعه دفعاً إلى الكتابة عن مناقبه العظيمة.
وفي ختام كلمته، أعرب السويدي، عن أمله في أن يُسهم الكتاب في تعريف الأجيال الحالية والجديدة في دولة الإمارات العربية المتحدة والعالم، بما قدمته هذه الشخصية العظيمة من أجل النهضة، وتحقيق السلام، والتسامح، والتنمية، والسعادة، والرفاهية للإنسانية في أرجاء العالم.
ومن جهته، استعرض الكاتب والإعلامي راشد العريمي، مُلخصاً عن الكتاب، أشاد فيه بالفكرة والرسالة الوطنية الهادفة من وراء تأليفه، وأشار إلى أن القُراء أمام سِفر جديد من مؤلفات جمال سند السويدي، حيث يمثل هذا السِفر وثيقةً مهمة يمكن الاسترشاد بها من جميع سكان العالم. فلم يكن من السهل كتابة مثل هذا الكتاب، فما فيه من جهد كبير وما تم استخدامه من أدوات كثيرة، وما تم توظيفه من رؤية ثاقبة، وتحليلات مشوقة ومقارنات عميقة جعلت قراءته تبعث على المتعة.
وأكد العريمي أن الكتاب يركّز على رؤى وإنجازات محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، لتحويل الاقتصاد الإماراتي إلى اقتصاد متنوّع الموارد، لافتاً إلى أن الكتاب يتناول القيم الإنسانية لمحمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، ويشرح كيف أصبحت دولة الإمارات العربية المتحدة عاصمة للتسامح العالمي.
وفي السياق نفسه، أكد الدكتور علي بن تميم، رئيس مركز أبوظبي للغة العربية، أن الكتابة عن محمد بن زايد آل نهيان هي السهل الممتنع، فمن جهة يرى أن الكتابة عن تجربته لا تحتاج إلى أسباب أو مسوغات، ففي سماته واسمه وأفعاله وثقافته وتجربته النهضوية والتنموية ما يكفي من أسباب، وما يستحق النظر والتأويل والتحليل، وفي الوقت ذاته يرى بن تميم أن مناقب رئيس الدولة، وإنجازاته المتتالية يصعب حصرها، مؤكداً أن المؤلف السويدي نجح من خلال تجربته الكلية في استخدام مناهج البحث العلمية والجمع بين التاريخ والسياسة والاجتماع وعلم النفس في قيادة هذا الحراك البحثي التوثيقي المنضبط لدراسة شخصية محمد بن زايد التي ارتبطت بالراحل زايد بن سلطان آل نهيان، حيث نمت وازدهرت شخصيته برعايته الكريمة، مروراً بمرحلة التمكين التي كان محمد بن زايد شريكاً فيها، ووصولاً للحظة الحضارة التي أسهم فيها رئيس الدولة، بكل ما أوتي من خصال.


وأفاد الدكتور علي بن تميم أن الإحاطة بأبعاد هذه الشخصية، ليست في وسع كاتب منفرد مهما تعددت أدواته البحثية، فهناك صفات ومناقب كثيرة له من الصعب حصرها، ويمكن استنتاج ذلك من القراءة في كتاب السويدي، إلا أنه كان ولا يزال أصلح من يكتب عن رئيس الدولة، لما له من عمق وتأثير في كتابات السويدي، إذ ارتبط محمد بن زايد في نفس المؤلف وكتاباته.
وأشار بن تميم إلى ما كتبه السويدي بقوله: "قد يتبادر إلى أذهان البعض أن معرفتي التي تجاوزت الثلاثين عاماً، تجعل كتابتي عن رئيس الدولة مهمة سهلة، ولكن شخصيته من الثراء والعمق بحيث يصعب على أي كاتب، أو باحث، مهما تكن مهاراته في الكتابة، أن يعبّر بدقة عن جوانب التميز والتفرد والعبقرية فيها".
وأوضح بن تميم أن الكاتب قد جمع في الكتاب بين البعدين التاريخي والتكويني، وتتبع شخصية محمد بن زايد، منذ الطفولة، وما اكتسبه من معارف وخبرات وما نهله من مدرسة الأب المؤسس، زايد بن سلطان آل نهيان، وأن صياغة عناوين الكتاب هي صياغة فنية، وأن ذلك واضح من قائمة المحتويات، مروراً بصياغة الإهداء، فهو إهداء رشيق مكثّف ورائع.
وعن اللغة التي استخدمت في الكتاب أكد بن تميم أنها تتّسم بالرصانة، وتُسهم بالفعل في إبراز جوانب إنسانية ومناقب عظيمة، لا حصر لها في شخصية محمد بن زايد آل نهيان، لافتاً إلى أن مؤلف الكتاب استطاع إبراز تأثر رئيس الدولة بثقافة دولة الإمارات العربية المتحدة وبتراثها الحضاري، من خلال حديثه عن نشأته، وتأثير البيئة الصحراوية عليه، واكتسابه صفات إنسانية كثيرة من الإرث الإنساني للأب المؤسس زايد بن سلطان آل نهيان، مما جعله بالفعل رجل الإنسانية في العالم.
واختتم بن تميم، رئيس مركز أبوظبي للغة العربية، حديثه، بقوله: حينما ننظر إلى عنوان الفصل الرابع "القيم الإنسانية"، نجد أن المؤلف اتبع من خلال سياقات مختلفة رصد معظم المبادرات الإنسانية، وجعلنا نشعر بأننا إزاء شخصية تتّصف بأنها أيقونة في العمل الإنساني إقليمياً وعالمياً.


ومن جانبه، أكد الدكتور عمر حبتور الدرعي مدير عام مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، أن من أصعب المهام التعامل مع قمم كبرى مجتمعة، حيث يكون لكل حرف معنى وعلامة ولكل كلمة دلالة، فكلمة إضاءات لها وقع مختلف على المسامع، حينما تقرأ في مسيرة رجل الإنسانية، وهذا ما خطّت يمين السويدي.
وأشار الدكتور عمر الدرعي إلى أن مثل هذا الكتاب، هو نور على نور، وإضاءات على إضاءات، تجمع أصحاب الفكر والرؤى على مثل هذا العلم الوطني، ووصف حفل توقيع الكتاب بـ"الاستثنائي"، لأن الكتاب استثنائي يتحدث عن دولة استثنائية وكاتب استثنائي، وعبّر عن سعادته بالإسقاطات المختلفة التي تسطع من الكتاب من خلال إضاءاته المختلفة، فإحدى الإضاءات أن هذا الكتاب جاء في وقته لتعزيز القدوة، وشكر الله على هذه النعمة، وأخرى هي تلك التجربة التي ليس لمثلها مثيل، والتي شعارها المصداقية للبشرية، وإضاءة أخرى تشير إلى أن التطرف ليس له مكان في هذه المنطقة، ففي هذا الكتاب إضاءات لدهاليز الظلام، إضاءات ساطعات يؤذي بريقها المتشددين، وإضاءات يجنح لها أهل السفينة، بعيداً عن الظُلمة، ولقد تم انتقاء العنوان بدقة، فرئيس الدولة، هو الرمز المضيء، كالبدر يهدي الجميع.
وأضاف الدرعي، أن هذا الكتاب قد ترجم أسرار خصال ومحاسن محمد بن زايد آل نهيان، وأظهر التلازم الوثيق بين زايد بن سلطان ومحمد بن زايد.
وقال الدرعي، إنه على الرغم من أن سعادة الأستاذ الدكتور جمال سند السويدي مصدر لا يحتاج إلى مصادر، فإنه اعتمد على مئات منها، وذلك دليل على حب السويدي لمحمد بن زايد، فلقد جمع درراً لإضاءة الكتاب بإضاءات من نور، في كتاب بلغ عدد صفحاته 332 تحتوي على جواهر متصلة ببعضها البعض، ويرى الدرعي، أن هذا الكتاب حلقة في التاريخ الوطني تعزّز الولاء والانتماء، ورسالة إلى المفكرين والباحثين والأكاديميين والقيادات الدينية، وذلك لأن أول من لم يسلم من شر جماعة الإخوان هو دين الله تعالى، وذلك لأن مؤلف الكتاب كان صادقاً وموفقاً في تبيان أن التسامح قيمة متأصلة في إرث زايد الخير، وفي سياسات ونهج رئيس الدولة على اعتبار أن التسامح يعد أحد أهم أدوات القوة الناعمة لدولة الإمارات العربية المتحدة.
ومن جهته، وصف غسان طهبوب، الخبير والمستشار الإعلامي لمحمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، أن أكثر ما أعجبه هو الفصل الثاني، وذلك لأن إنجاز القوات المسلحة يُعد بالفعل إنجازاً غير مسبوق، وهذا لا يقلّل من جميع الفصول، ويرى أنه كلما قرأ سطراً من سطور هذا الكتاب ازداد فهماً ومعرفةً بهذه الشخصية العظيمة، وأن الكاتب جمال سند السويدي نجح في ذكر المفاتيح الخاصة بأسرار تلك الشخصية الرائعة وما بها من مكوّنات، وكيف تطورت هذه المكوّنات وأثرت في سياساته وإنجازاته، وقد أوفى السويدي في هذا الكتاب محمد بن زايد آل نهيان، حقه، وتناول الشخصية ليس من متطلب تسجيل الوقائع، وإنما بمفهوم مختلف يساعد الأجيال الجديدة على فهم هذه الشخصية.
وأوضح غسان بن طهبوب أن الكتاب به خط متّصل بين الماضي والحاضر، فمحمد بن زايد امتداد لزايد بن سلطان آل نهيان على مستوى الفكر والقيادة، مشيداً بما قدمه الكاتب في هذا الكتاب، بقوله: "لقد أبحرت بسلاسة وكفاءة في عالم صاحب السمو وهذا الكتاب مرجع لشباب الإمارات ولكل شخص مهتم بصاحب السمو ولابد من ترجمته لكل اللغات الحية، وسيكون بمثابة منهاج للوزراء والمسؤولين يهتدون به ولا يملون منه".
وأشار إلى أن الكتاب يتّسم بأكبر قدر من المصداقية، مؤكداً أن السويدي يقدم في كتابه قراءات منطقية لدور قيم التسامح والإنسانية والوطنية، التي نشأ عليها محمد بن زايد آل نهيان، في تشكيل مشروع بن زايد لتحديث دولة الإمارات العربية المتحدة وبناء الشخصية الوطنية الإماراتية، لافتاً إلى أن هذا المشروع، بحسب رؤية الكاتب، يرتكز على التعليم الحديث القائم على الإبداع والابتكار وأحدث الوسائل التعليمية والتربوية الحديثة، دون إهمال القيم الأخلاقية، إذ جعلها رئيس الدولة، مادة دراسية واعتبرها إحدى ضروريات تطوير التعليم في الدولة، لافتاً إلى أن مشروع تطوير التعليم يرتكز أيضاً على الوسطية الدينية والاعتدال الديني والتسامح وقبول الآخر، وهو ما يفسّر موقفه الثابت والحاسم من الجماعات الدينية السياسية، خاصةً جماعة الإخوان المسلمين.

واختتم المتحدثون الحفل بتهنئة الدكتور جمال سند السويدي على هذا الإصدار الرائع، آملين رؤية المزيد من إصداراته في المستقبل القريب.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في ثقافات