: آخر تحديث
قال إنها تكشف عن أهدافها الخفية والمضمرة حتى قبل تنظيمها

بيان ل"كتاب المغرب" حول ندوة وطنية" تتناول أدواره والحاجة إليه

30
29
27
مواضيع ذات صلة

إيلاف من الرباط: نشر عبد الرحيم العلام، رئيس اتحاد كتاب المغرب ، الجمعة، على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، إخبارا باستقالة، قال فيه إنه سبق له أن قدم استقالته، مكتوبة، من حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية( معارضة برلمانية) ‏، ومن عضوية مجلسه الوطني، وذلك منذ 19 يناير  الماضي، وهي الاستقالة التي قال عنها إنه وجهها إلى كل من الكاتب الأول( الامين العام) للحزب، إدريس لشكر، ورئيس المجلس الوطني للحزب، الحبيب المالكي.
وزاد العلام، موضحا، أن قراره، جاء "على خلفية إفشال مؤتمر اتحاد كتاب المغرب"، الذي كان مقررا عقده بمدينة العيون، حاضرة الأقاليم الجنوبية للمملكة.
ما بدا توضيحا مقتضبا لأسباب استقالة العلام من حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ومن عضوية مجلسه الوطني، سيتوسع فيها، أربع ساعات بعد ذلك، بيان توضيحي للمكتب التنفيذي لاتحاد كتاب المغرب، في شأن موقف المكتب التنفيذي مما سمي بـ "ندوة وطنية"يعتزم "الملحق الثقافي لجريدة الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية"تنظيمها، السبت، بمدينة المحمدية، في موضوع "أدوار اتحاد كتاب المغرب اليوم والحاجة إليه، في ظل تدخل فاعلين آخرين ومؤسسات رسمية في تدبير الشأن الثقافي".
 
صمود في وجه المؤامرات
استعرض بيان المكتب التنفيذي لاتحاد كتاب المغرب مختلف المحطات التي عاشها اتحاد كتاب المغرب، على مدى السنوات الأربع الأخيرة، مشيرا إلى أنه عمل منذ "إجهاض" مؤتمره العام العادي بطنجة، في شهر يونيو 2018، على "الصمود في وجه كافة المؤامرات التي سعت إلى إلغائه من الساحة الثقافية الوطنية والعربية، بعدما فشلت تلك المؤامرات في تدجينه واستعماله لخدمة أجندات ومصالح سياسوية وانتهازية، تتنافى مع مبادئه وأهدافه، ومع القيم الثقافية النبيلة التي تأسس من أجل الدفاع عنها".


وقال البيان إنه "رغم الصعوبات التي واجهها عمل اتحاد كتاب المغرب، بعد مؤتمر طنجة، حرصت أجهزته الشرعية، لاسيما المكتب التنفيذي واللجنة التحضيرية المنتدبة من مؤتمر طنجة، على مواصلة عملها، في ظل ظروف صعبة، لتفعيل قرار مؤتمر طنجة القاضي بعقد مؤتمر وطني استثنائي".
وأضاف البيان أنه تم الإعلان"بعد سلسلة من الاجتماعات التي عقدتها اللجنة التحضرية، والتواصل مع بعض الجهات الداعمة، ممثلة في وزارة الشباب والثقافة والتواصل وولاية جهة العيون الساقية الحمراء، وبعد توفير كافة الوسائل والشروط المادية واللوجستية والأدبية"، عن عقد المؤتمر الوطني الاستثنائي، ما بين 25 و27 يناير الماضي، بمدينة العيون، حاضرة الأقاليم الصحراوية الجنوبية، ولأول مرة في تاريخ الاتحاد، وذلك تحت شعار "جبهة ثقافية لنصرة قضية الصحراء المغربية".
وزاد البيان أنه في الوقت الذي كان فيه اتحاد كتاب المغرب، قد اتخذ مختلف الإجراءات وكافة الترتيبات اللازمة لعقد مؤتمره في أحسن الظروف، بما في ذلك حجز تذاكر السفر، ومباشرة أشغال الطباعة والنشر، والإيواء والتغذية، والتنقل الداخلي لفائدة المؤتمرات والمؤتمرين، الذين "أكدوا حضورهم بشكل واسع ومكثف، للمشاركة في هذا الاستحقاق التنظيمي الوطني المهم "، وغيرها من الأنشطة التنظيمية والاحتفالية الموازية، وفي مقدمتها تأسيس جبهة ثقافية وطنية لنصرة قضية الصحراء المغربية، وإطلاق نداء الكتاب والمثقفين المغاربة حول العالم حول الصحراء المغربية، وإصدار عدد ممتاز من مجلة (آفاق) عن "الثقافة الحسانية"، وغيرها من الفقرات والأنشطة الموازية للمؤتمر، بما يليق بفعالية وطنية وثقافية وتنظيمية كبرى، في هذا الوقت، تبين أن ثمة "مستجدات فرضت تأجيل المؤتمر، لا سيما في ظل الهجوم الإعلامي السافر الذي ما فتئ يتعرض له الاتحاد، من قبل أحد المنابر الإعلامية الحزبية، والتي بدا أنها لم تستسغ أن ينظم المؤتمر بمدينة العيون، واتهمت أجهزة الاتحاد الشرعية بـ "تهريبه وتصديره إلى مدينة العيون"، وكأن العيون ليست جزءا لا يتجزأ من وطننا العزيز".

ملصق ندوة "أدوار اتحاد كتاب المغرب اليوم والحاجة إليه"


وأضاف البيان أن المكتب التنفيذي، وهو يذكر بهذه "المحطات الشرعية والديموقراطية الأساسية التي عرفها التحضير للمؤتمر الاستثنائي"، يعبر عن "استغرابه الشديد من اعتزام "الملحق الثقافي" لجريدة الاتحاد الاشتراكي"، الناطقة باسم "حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية"، تنظيم "ندوة وطنية"، في موضوع "أدوار اتحاد كتاب المغرب اليوم والحاجة إليه، في ظل تدخل فاعلين آخرين ومؤسسات رسمية في تدبير الشأن الثقافي"، وذلك في الوقت الذي لم يعبر فيه هذا المنبر الإعلامي عن أي دعم معنوي لمؤتمر الاتحاد الذي كان مزمعا تنظيمه بمدينة العيون، والذي كان سيشكل الفضاء الديمقراطي الأرحب للتعبير عن إرادة المؤتمرات والمؤتمرين، بمثل ما كان سيطرح فعليا "سؤال الحاجة إلى اتحاد كتاب المغرب" بشكل ديمقراطي، ويحاول أن يجيب عليه، وعلى مستقبل الاتحاد، من خلال استثمار حكمة كافة أعضائه وذكائهم وأفكارهم وخبراتهم التنظيمية، في وقت كان فيه الاتحاد في أمس الحاجة لمبادرات داعمة وناصحة ومنتقدة، بل وحتى معارضة، شريطة الالتزام باحترام إرادة الأعضاء، وحقهم المشروع في تقرير مصير منظمتهم وحريتهم في النقد والاختلاف والاختيار، وأيضا في التفكير في مستقبلها ومآلها، بعيدا عن كل أشكال الوصاية والتحكم".
وعليه، يضيف البيان فـ"إن "ندوة المحمدية" تكشف عن أهدافها الخفية والمضمرة حتى قبل تنظيمها"، لا سيما، يضيف البيان، "بعد تشبث أجهزة الاتحاد الشرعية بالعمل والاشتغال والتفكير، خارج أية وصاية سياسية أو حزبية، وبمنأى عن تسخير الحضور الثقافي للاتحاد لخدمة أجندات ومصالح انتهازية، وهو الأمر الذي أثار حفيظة من يرغبون في التحكم في الاتحاد، فتراهم تارة يهرولون نحو المحاكم للتشكيك في شرعية أجهزة الاتحاد، غير أن القضاء قال كلمته الفصل بانتصاره للشرعية استنادا إلى قوانين الاتحاد، وتارة أخرى بواسطة الافتراءات والمغالطات والمناورات والتهجمات الإعلامية، وافتعال تنظيم ندوات مفبركة وموجَّهَة. وكل هذا، فقط من أجل استبدال المسار الشرعي لعمل الاتحاد بطرق غير شرعية، وغير ديمقراطية، أثبتت فشلها الذريع في كل المحطات التنظيمية التي مر بها اتحاد كتاب المغرب منذ تأسيسه".
وخلص البيان إلى أن اتحاد كتاب المغرب إذ يتقدم بهذا التوضيح "لتنوير كافة أعضائه والرأي العام الوطني بحقيقة ما يطبخ ويحاك ضد هذه المنظمة العتيدة"، فإنه "يدعو أعضاءه إلى الالتفاف حول منظمتهم والدفاع عنها، بما يمكنها من كسب رهاناتها الثقافية والتنظيمية، طبقا لقوانين الاتحاد، لا سيما عقد المؤتمر الوطني الاستثنائي، وصون مكتسباتها التاريخية، وتحصين "المركب الثقافي والرياضي لاتحاد كتاب المغرب - دار الفكر" بالرباط، ضد كل من يمهد الطريق للتحكم في مصير الاتحاد، ويجعل منه مطية للانتفاع ولتحقيق مصالح وأطماع شخصية ومآرب حزبية وسياسوية".
 
الاتحاد واتحاد كتاب المغرب
كان موقع جريدة "الاتحاد الاشتراكي" قد نشر، الجمعة، خبرا يتحدث عن تنظيم "الملحق الثقافي" للجريدة ندوة وطنية حول أدوار اتحاد كتاب المغرب اليوم والحاجة إليه في ظل تدخل فاعلين آخرين ومؤسسات رسمية في تدبير الشأن الثقافي، مع تحديد توقيت ومكان انعقاده، مرفقة ذلك بملصق للندوة.
نفس الموقع الخاص بجريدة الاتحاد الاشتراكي كان نشر، بتاريخ 11 يناير الماضي، مقالا غير موقع، تحدث عن اتحاد كتاب المغرب، الذي انتمى "طوال تاريخه النبيل" إلى "منظومة قيم وطنية ديموقراطية تقدمية شكلت جوهر رسالته الثقافية، وهويته المدنية، وأفقه الفكري والعملي، كما ترسَّم هو بذاته كحامل حضاري وتاريخي لها".
وزاد المقال أن "الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، الذي اعتبر دوما أن الثقافة محرك تاريخي جوهري، وبنى مشروعه المجتمعي على كون بناء الانسان مسألة في جوهرها ثقافية، لا يمكنه أن يتصور مجتمعا مغربيا حداثيا وديموقراطيا يسير باتجاه التاريخ، وقادر على تملك تقدم البشرية في كل المجالات، إِنْ نحن أسقطنا من المعادلة دور الثقافة والمثقفين في سبر أغوار الممكنات التاريخية للمرحلة الحالية والمستقبل المنظور".
وأضاف المقال: "نريد أن نعرب بوضوح تام عن رفضنا للزج باتحاد المثقفين في لعبة "غميضة تنظيمية"، تبعد الاتحاد عن قاعدته من المثقفين وتزج به في حسابات ظرفية تشوش تشويشا غير مسموح به على جوهر رسالته، متمثلة في الانتصار للوحدة الوطنية والابتعاد عن استغلال مقيت لقدسية التراب الوطني في الصحراء الغالية، لربح رهان فرداني متقوقع على ذاتيات بعينها".
وأعلن المقال عن فتح الجريدة "لكل الآراء التي تسير باتجاه تقديم خدمة للاتحاد، وتطوير إنتاجه وأدائه"، واعتبر أن "الحاجة إلى حوار وطني واسع ومفتوح وبعيد لترصيد ما تحقق، وتجويد ما هو موجود، واجتراح آفاق أفضل، شرط واجب توفيره بما يتطلبه ذلك من شجاعة أدبية، ومن نقد ونقد ذاتي، كل ذلك يعد من مقومات الهوية الفكرية للاتحادين معا".
وأضاف المقال: "في إطار مسؤوليتنا، سنعمل على فتح نقاش مؤسساتي، مفتوح في ندوة وطنية تحضرها فعاليات الحقل الثقافي، لتبادل وجهات النظر في رسالة الاتحاد حاليا ومستقبلا، وفي مقومات تحديث هياكله، لجعله مخاطبا جديا وذا مصداقية، تلتف حوله العقول المغربية المبدعة في مجالات نشاطها الثقافي المتنوع".
وخلص المقال الى أن  "عودة التوهج لاتحاد كتاب المغرب، هو جزء من إعادة توهج النبوغ المغربي الذي ميز تاريخنا، وجعل المثقفين يروون سيرة بلادهم، ونهوضها ونهضتها وتقدمها، على الضفة السليمة من التاريخ".
 

 


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في أخبار