: آخر تحديث
منح عدداً من الجوائز لسكانها المبدعين في 6 فئات

"منتدى أصيلة" يسدل الستار عن دورته الـ43 بتكريم أهالي المدينة

41
47
35

إيلاف من أصيلة: أسدل الستار السبت على فعاليات موسم أصيلة الثقافي الدولي الـ43، في دورته الخريفية، بحفل تكريم لأهالي المدينة، بتوزيع جوائز على عدد من سكانها الذين تميزوا خلال السنة، في ستة أصناف: جائزة أم السنة، وجائزة البيئة (الحي الجميل)، وجائزة جمعية السنة، وجائزة شخصية الموسم، وجوائز المتفوقين في الباكالوريا ( الثانوية العامة) - دورة 2022، وجوائز مشغل التعبير الأدبي وكتابة الطفل.
واعتاد موسم أصيلة الثقافي على ختم فعالياته كل سنة بتتويج السكان المتميزين عبر تخصيص جوائز للكبار والصغار.

                                                                                جانب من الحضور
 
شكر واحتفاء
خاطب محمد بن عيسى، الأمين العام لمؤسسة منتدى أصيلة، سكان المدينة خلال الحفل، قائلا: "كما هي العادة، في نهاية كل موسم ننزل إلى الأرض. خلال الموسم نكون محلقين في سماء الندوات واللقاءات والفنون، وننزل إلى الأرض لنكرم ممثلي سكان مدينة أصيلة". وأضاف: "نبدأ، أولا، بتهنئة جلالة الملك محمد السادس نصره الله والشعب المغربي والأصيليين بعيد المسيرة الخضراء المظفرة".
كما قدم بن عيسى شكره لسكان أصيلة على مساهمتهم في نجاح الموسم "كلٌّ في دائرته، بحفاوة الاستقبال والابتسامة وتقديم الخدمات"، وقال إن موسم هذا العام كانت له صبغة خاصة، إذ فضلا على أنه ينظم للسنة الثانية على التوالي في دورتين، فقد مر في هدوء وأمان واستقرار، وتميز بحضور قامات كبيرة، مغربية وإفريقية وعربية وأجنبية، أعجبت بالمغرب، انطلاقا من أصيلة، على مستوى بنيته التحتية ونظافته وتحضره، قبل أن يستدرك قائلا : "نحن نساهم في دعم الصورة المميزة لبلادنا ومملكتنا".
وتحدث بن عيسى عن برنامج هذا الموسم، في دورته الخريفية، مشيرا إلى المواضيع التي تمت مقاربتها، كما شكر السلطات المحلية على إسهامها في نجاح فعالياته.
وبخصوص تكريم الأهالي، قال بن عيسى: "نجازي بعض الأشخاص، لكننا نجازي في شخصهم كل سكان أصيلة. ليس المهم الشخص، ولكن المهم هو الفكرة. إننا نعترف ونقدر من يعمل من أجل الجانب الإنساني والأخلاقي والإبداعي".

 
جائزة أم السنة
ذهبت "جائزة أم السنة" لأمينة الطريبق، أرملة المرحوم مصطفى الزياني، وهي من مواليد سنة 1955 بضواحي أصيلة، حيث نشأت وسط عائلة متوسطة تمتهن الفلاحة المعيشية، لم تساعدها الظروف على متابعة الدراسة كبعض بنات جيلها، لكنها أتقنت شؤون البيت وطوَّرَتْ مهاراتها الزراعية والفلاحية. تزوجت في سن الخامسة عشر، وانتقلت للعيش بحي الدغاليين بأصيلة رفقة زوجها الذي كان يشتغل قيد حياته طباخاً بأحد أشهر الوحدات الفندقية بمدينة طنجة، وأنجبا 11 مولوداً (3 إناث و8 ذكور)، سهرت رفقة زوجها على حسن تربيتهم وحرِصت على ضمان متابعتهم للدراسة والتحصيل العلمي. وقد توفي زوجها منذ حوالي عشرين سنة، وهي الآن جدة لإحدى عشر حفيدة وحفيد.


 
جائزة البيئة
ذهبت جائزة البيئة (الحي الجميل) إلى حي الزرقطوني، الزنقة رقم 9، وقد تسلمها أنيس الغِلِّيشْ، بالنيابة عن السكان.

جمعية السنة
فازت بجائزة "جمعية السنة" (جمعية أصيلة للصَّرْعِ والصِّحة النفسيَّة) تسلمتها مُؤَسِّستُها ورئيستُها فاطمة القصري. والجمعية الفائزة غير حكومية، تأسست في أصيلة منذ 10 سنوات، بهدف تلبية طلبات مجموعة من المواطنين الذين يعانون من اضطرابات صحية. وهي تهتم بتحسين عملية التكفل بالمرضى وبتقديم الاستشارات الطبية لهم ولذويهم بالتنسيق والتشاور مع مسؤولي الصحة العمومية. وانحصر عمل الجمعية، خلال السنوات الأولى من تأسيسها، داخل محيط أصيلة، ثم انفتحت بعد ذلك على العالم القروي من خلال تنظيم خرجات علاجية؛ وعملت على إعداد قاعدة بيانات حول مرضى الصَّرْع، مع تحيينها باستمرار من أجل الترافع لتحسين ظروفهم وتوفير العلاج والأدوية الخاصة بهم. ولتحقيق أهدافها اعتمدت الجمعية مقاربة التثقيف بالنظير، وخصوصا بالاعتماد على المرأة نظرا لخصوصية المجتمع المحلي، وعملت على إدماج النساء المصابات بمرضى الصرع واللواتي يعانين من الهشاشة ومن مشاكل متعلقة بالصحة النفسية في الأنشطة المهنية والإنتاجية. كما تنظم الجمعية حملات تحسيسية وحلقات دراسية علمية بمشاركة أساتذة ودكاترة متخصصين في الصحة النفسية، بالإضافة الى استشارات طبية عن بعد، ومرافقة المرضى بالمستشفيات ومراكز الصحة النفسية.
 
شخصية الموسم
ذهبت جائزة "شخصية الموسم" لأحمد بن علال المعروف بـ "فتاح"، وهو من رواد العمل الثقافي في أصيلة وعضو في أوَّل مكتب لـ"جمعية المحيط الثقافية" التي تأسست سنة 1978. وهو أيضاً الشخص الذي يُضرب به المثل في المدينة والمغرب، لأنهَّ وثَّقَ وجمع كلّ ما نُشر عن مواسم أصيلة الثقافية والدولية، حيث أن ما جمعه يعادل مكتبة الموسم. كما يتميز بتوفره على شُحنة قوية من الغيرة عن أصيلة والأصيليين. وهو أيضا من القلة الذين ربطوا علاقات شخصية مع مختلف القادمين إلى أصيلة من كُتَّاب ومفكرين وشعراء وصحافيين على امتدادِ أكثر من أربعة عقود، ما جعل منه مَرْجعا وذاكِرَة خِصبة لتجربة أصيلة.


 
جوائز المتفوقين في الباكالوريا
فاز بالجوائز، وعددها ست، عن سنة 2022، ستة متوفقين: آية الحْراق، في مسلك العلوم الفيزيائية (خيار فرنسية)، وحصلت أعلى معدل عام بإقليم طنجة أصيلة (18.88)، ولمياء الْفْتُوح، في مسلك الآداب، وحصلت على أعلى معدل في الإقليم (17.31)، وخولة أشْهْبُون، في مسلك علوم التدبير المحاسباتي، بمعدل 14.39، وكريمة اصْوِيدِيَقة، في مسلك العلوم الإنسانية، بمعدل 14.50، ونورة اللّْهِيوِي، في مسلك علوم الحياة والأرض، بمعدل 13.88، وإيمان الخَيْبَر، في مسلك العلوم الفيزيائية خيار عربية، بمعدل 17.48.

التعبير الأدبي وكتابة الطفل
سيراً على السنة الحميدة التي سنها الموسم منذ أزيد من عشر سنوات، والمتمثلة في إنشاء مشغل للتعبير الأدبي وكتابة الطفل، والذي يعنى كل سنة بتنمية قدرات الأطفال في الكتابة الأدبية، نَظم المشغل ضمن أشغال الموسم الثالث والأربعين ورشة بداية من الثالث والعشرين من أكتوبر إلى السابع والعشرين منه بمكتبة الأمير بندر بن سلطان، خُصصت لتدريب الطلبة على مجموعة من التقنيات والمهارات الخاصة بالكتابة السردية من قبيل تحويل الشريط السينمائي والحكاية المسموعة إلى نص سردي، وتتمة قصص، وكتابة يوميات.
واستفاد من الورشة 93 شابةً وشاباً، أتَوْا من مؤسسات تعليمية ابتدائية وإعدادية وثانوية بأصيلة، وقد أبانوا في المجمل عن انضباط وحرص على التعلم واكتساب مهارات جديدة. وقد تمخضت حصص المشغل عن نصوص سردية غنية من حيث لغتها وخيالها وطاقتها الإبداعية.
وبما أن العادة جرت على اختيار ثلاثة متوجين من مجموع المستفيدين من أنشطة المشغل، فقد ارتأى المشرفون على الورشات تتويج ثلاثة من خيرة أطفال المشغل، تفوق كل منهم في مهارة من المهارات التي تمرنوا عليها.
وفازت في "مهارة تحويل الحكاية المسموعة إلى نص سردي"، لينة المحفوظي، هي طالبة هادئة، تجيد الإصغاء، قليلة الكلام، تشعرك وهي تداعب الورقة البيضاء أنها هاجرت إلى عالم بعيد، لتعود إلينا بعد سفرها الطويل وقد تأبطت عالمها الخاص، عالماً حدوده جنبات الورقة، فيأتي نصها مزيجا من الدقة والدعابة، لغة سليمة وانسياب في الأفكار. فيما فازت في "مهارة إتمام نص سردي" الطالبة مروة الْجْغَلْ، التي أبانت عن قدرة جيدة على فهم ما يُقدم لها من نصوص ثم بعد ذلك تتفاعل مع هذه النصوص وتمنحها شيئا من شخصيتها، فتأتي الإبداعات التي تنتجها جسر تواصل بين الكاتب الغائب والكاتبة الحاضرة، وبين الأصل والتتمة، تَستثمر جيدا ما تقرأُهُ.
وفازت في "مهارة كتابة اليوميات" ياسمين أَمْطُوشْ، وهي طالبة تبتسم باللطف وخفَّة الظل، تمتلك قدرة طيبة على الاستماع إلى ما يدور من حولها. تتأمل العالم وما يدور فيه لتجعله مادة للكتابة، فتبدع نصوصا معبرة عن شخصيتها، عما تفكر فيه، وما تطمح إليه، وما ترفضه أيضا.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في ثقافات