: آخر تحديث
بوريطة يدعو لإقامة شراكات فعالة من خلال الاعتماد على المنظمات الإقليمية

خبراء يناقشون في"منتدى أصيلة"مخاطر "الحركات الانفصالية" في إفريقيا

32
31
25
مواضيع ذات صلة

إيلاف من أصيلة:ساءل خبراء ودبلوماسيون مشاركون في الندوة الاولى ل"منتدى أصيلة"حول موضوع "الحركات الانفصالية والمنظمات الإقليمية في أفريقيا"، ظاهرة الحركات الانفصالية في القارة من منظور الأزمات الأمنية وسياسات واستراتيجيات المنظمات الإقليمية في مواجهتها، وذلك عبر محاور كبرى، تتناول أنظمة الحكامة السياسية والمجتمعية ومتطلبات الاندماج الوطني في إفريقيا؛ وخلفيات وجذور الحركات الانفصالية في إفريقيا وسبل مواجهتها؛والحركات الانفصالية وتحديات التطرف العنيف؛والحركات الانفصالية وأزمات الانتقال السياسي في أفريقيا.

محمد بن عيسى ،أمين عام ’’منتدى أصيلة’’يتحدث في بداية الندوة الاولى 


ورأى محمد بن عيسى، أمين عام منتدى أصيلة ووزير خارجية المغرب ،مساء الاحد ، أن ندوة "الحركات الانفصالية والمنظمات الإقليمية في أفريقيا"، تهدف إلى "شحذ طاقة جديدة للتأمل في موضوع "الانفصال" في علاقته بالدولة الوطنية، وقد قطع أشواطا معتبرة من الجدل، واستطاع أن يراكم قراءات متنوعة تُوَحِّد فيما بينها هواجسُ الانتماء لمجال مشترك"، مشيرا إلى أن الموضوع يروم "مناهضة محيط العنف المتنامي والإرهاب المتصاعد بإيقاع مرعب، ما يساهم في تفتيت القدرات الإفريقية الطبيعية والبشرية، وفي بَلْقَنَةِ الكِيانات الوطنية وإضْعافِها بل إغْراقِها في نزاعات وحروبٍ أهلية مدمرة".
من جهته ، ركز ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، على التحديات الأمنية التي تواجه إفريقيا اليوم، مشيرا إلى أنها "تحديات تبقى في مجملها غير مسبوقة، ولا مرتقبة وتتسارع وتيرتها وتتعاظم تعقيداتها بكثافة".
ورأى بوريطة، في كلمة ألقاها بالنيابة عنه فؤاد يزوغ السفير المدير العام للعلاقات الثنائية والشؤون الإقليمية بالوزارة، أن "التنظيمات الارهابية صارت تتمدد وتفرض سيطرتها بشكل متزايد ومستمر في مساحات ومناطق جغرافية على امتداد القارة"، التي قال عنها إنها "المنطقة الأكثر تأثرا بالأزمات والنزاعات والحروب"، و"الأكثر تضررا من تداعيات التغيرات المناخية، وما أفرزته من تهديدات للأمن الغذائي وما رافقها من تحولات ديموغرافية بفعل النزوح والهجرة القسريتين". كما رأى أن إفريقيا تواجه أيضا آفة تهريب السلاح والمخدرات، أصبحت معه "مفترق طرق رئيسي لتهريب المخدرات، وجرى إغراقها بملايين من قطع السلاح التي يجري استعمالها بشكل غير قانوني".

السفير فؤاد يازوغ يلقي كلمة نيابة عن ناصر بوريطة وزير خارجية المغرب 


ولاحظ بوريطة أن النشاطات الإجرامية "تقوض سيادة وأمن واستقرار دول وتدمر شعوبا بأكملها"، كما أن تفاقمها بسبب "حدود مخترقة ومنظومات أمنية ضعيفة وهشة"،زاد الوضعية تعقيدا.
ورأى أن "غياب الحكم الرشيد والمؤسسات القوية ولد حالة من عدم الاستقرار، السياسي والاجتماعي"، فيما "أصيبت العملية الديموقراطية بهشاشة مزمنة أعلنت عن نفسها في بلاغات الانقلابات العسكرية المتتالية".
وأضاف بوريطة أن النزعات الانفصالية هي "تجلي آخر لوضعية صعبة في إفريقيا، القارة التي تضم العدد الأكبر من الحركات الانفصالية في العالم"، مشيرا إلى أن وجودها "عامل مباشر لنشوب الحروب الأهلية والتطاحنات العرقية والاثنية، وتمزيق النسيج الاجتماعي والثقافي وتقويض أسس واستقرار الدول"، مشيرا إلى أن "الفكر الانفصالي لا يتسبب في نشوب حروب أهلية وحسب، بل تعداه إلى تغذية التطرف والإرهاب"، مشددا على أن "الحركات الانفصالية والحركات الارهابية تلتقيان في أكثر من موقع". وزاد موضحا أن من أبرز نقاط التلاقي "تقويض سيادة وأسس الدول"، و"التماهي في طرق جلب ووفرة التمويل وتناسخ التكتيكات العملياتية". لذلك، رأى أنه "ليس من باب المصادفة وجود كل أوجه الشبه هذه، بين الحركات الانفصالية والحركات الإرهابية"، بل إن "نقاط التلاقي بلغت حد تجانس هذه التنظيمات وذوبان الخلايا والمجموعات من الجانبين في بعضها البعض، بل وحتى أساليب التعبئة والتجنيد هي واحدة: استغلال تشققات البنية الاجتماعية والثقافية ومظاهر الضعف والهشاشة لاسيما في أوساط الشباب، فإن لم يكن هناك تحالف بين هذين الفكرين فهناك على الأقل تلاقي موضوعي إن لم يكن تواطؤا ذاتيا".
ودعا بوريطة إلى "إقامة شراكات فعالة من خلال الاعتماد على البنيات والهياكل القائمة وتحديدا المنظمات الإقليمية"، و"تعزيز أوجه التآزر وتوحيد الجهود المبذولة في القارة الإفريقية على المستوى الوطني ودون الإقليمي والإقليمي، في توافق تام مع متطلبات وخصوصيات الدول الأعضاء"، وهو ما يستدعي التذكير بأن "التحديات الأمنية والأوبئة وحالات الطوارئ الصحية والإرهاب والنزعات الانفصالية لا تعترف بالحدود، منتهيا إلى أنه "إذا كان التهديد عابرا للأوطان فإن الإجابة الصحيحة يجب أن تكون هي أيضا ذلك".
وختم بوريطة بطرح سؤال عن موقع بلاده من كل هذا، ليرد بأن المغرب يثق في المنظمات الإقليمية، ولذلك يدعم كل خطوات الاتحاد الافريقي، قبل أن يستعرض أمام الحضور السياسة الإفريقية للملك محمد السادس، مشيرا إلى أن المقاربة المغربية تستند على فكرة الالتزام الشامل، واسع النطاق وعلى مختلف الأصعدة.

جمهور غفير يتابع اشغال الندوة 


أما محمد مهدي بنسعيد، وزير الشباب والثقافة والتواصل المغربي ، فقال إن "تحديات التنمية والاستقرار تمس مناطق شاسعة من العالم، مما يجعل الأمن والاستقرار وبالتالي التنمية سؤالا مطروحا على الدوام".
ورأى، بنسعيد ، في كلمة ألقتها بالنيابة عنه لطيفة مفتقر ،مديرة الكتاب بالوزارة، أن "الانفصال الذي يسير في خط معاكس تماما للمسيرة السليمة للتطور الإنساني، مازال مع الأسف الشديد حاضرا لدى البعض باعتبارات عقيمة عفى عنها الزمن".
وتحدثت راكي تالا ديارا، عضوة ونائبة رئيس المجلس الوطني الانتقالي في مالي ، وزيرة الشغل والوظيفة العمومية وإصلاح الإدارة السابقة ، عن ظاهرة الانفصال، فقالت إنها لعبت وتلعب دورا كبيرا في الأزمة الهوياتية والثقافية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية، الشيء الذي يولد مناخا من عدم استقرار الدول.
وتحدثت ديارا عن الدور الطلائعي الذي قالت إن المغرب لعبه، في السياق الإفريقي، من خلال نظرة شمولية لتدبير أسئلة الحكامة والأمن والتنمية، وذلك في احترام تام لاستقلالية وسيادة دول القارة. كما استحضرت المساهمة الإيجابية لملوك المغرب، ذاكرة بالإسم محمد الخامس والحسن الثاني ومحمد السادس، منذ سنوات الاستقلال، وسعيهم الدؤوب لتكريس التعاون جنوب - جنوب، وإيجاد حلول ملائمة لإفريقيا، ضمن رؤية إفريقية.
أما جون كلود فليكس – تشيكايا، الباحث بمعهد الاستشراق والأمن في أوروبا / إفريقيا (فرنسا / الكونغو برازافيل)، فتحدث عن واقع وتطلعات إفريقيا، مشيرا إلى أنه كثيرا ما سعى البعض إلى التحدث باسم إفريقيا، بل والتفكير نيابة عنها، مشددا على أن هذه القارة التي عاشت تحولات طويلة، تظل "فخورة بذاتها"، و"تحتاج من أبنائها البناء على ما هو إيجابي".
وتحدث الشيخ تيجان غاديو ، رئيس معهد بانافريكان للاستراتيجية وزير الدولة وزير الشؤون الخارجية سابقا، في الجلسة الموالية عن سلبيات تركيز السلطة في يد شخص واحد، داعيا إلى عدم التشكيك في الديمقراطية.
وبعد أن استعرض عددا من مظاهر سوء التدبير وحالات التهميش والإقصاء، التي تفتح الباب أما دعوات الانفصال، حذر غاديو من تناسل دول لا تمتلك المقومات لذلك داخل القارة، التي قال إن عدد دولها، اليوم، هو 54 دولة، وأن ما يحدث قد يرفع العدد إلى 80 دولة أو أكثر، داعيا إلى البحث عن أجوبة للأسئلة الملحة والإشكاليات المطروحة.

 المدني الازهري الامين العام السابق لتجمع الساحل والصحراء  ،وتيجان غاديو وزير خارجية السنغال الاسبق ،ومحمدصالح النظيف وزير خارجية تشاد خلال مشاركتهم في الندوة الاولى ل’’ منتدى أصيلة ’’


أما محمد صالح النظيف الممثل الخاص للأمين العام لغرب إفريقيا، ووزير خارجيةً تساد الجديد ، فتحدث عن مشاعر التهميش المتولدة عن غياب العدالة والتوزيع غير العادل للموارد والسلطة في إفريقيا. ورأى أن ضعف الدولة وعجزها عن توفير متطلبات الأفارقة، يجعلها هشة، بشكل يفتح الباب أمام الجماعات الإرهابية لاستغلال الفقر لتجنيد الأطفال.
وبعد أن رأى أن الجماعات الإرهابية عابرة للحدود، وليس بمقدور الدول الإفريقية منفردة مواجهتها، شدد على ضرورة مشاركة الجميع في التصدي لها.
وخلص النظيف الى الدعوة لابتكار طريق خاص للديمقراطية داخل القارة، انطلاقا من العادات والتقاليد المحلية، في ظل غياب شروط الديمقراطية الغربية؛ ثم خوص معركة الوحدة الإفريقية، من منطلق عدم قدرة الدول منفردة على توفير متطلبات مواطنيها ومواجهة التحديات المتنامية.
وتطرق محمد المدني الأزهري، الأمين العام الأسبق لمجموعة دول الساحل والصحراء (سين صاد)، إلى الدولة الوطنية، وقال إنها كانت دائما عاجزة عن الاستجابة لمتطلبات سكانها، بل حتى الدفاع عن حدودها؛ مشيرا إلى أنها عجزت عن إقامة قضاء مستقل وبناء جيش وطني لحماية الوطن والمواطن، مشيرا إلى أن دول القارة، مع بعض الاستثناءات، كانت ضحية عمليات الاستقطاب، في سياق الصراع بين الشرق والغرب.
أما محمد زكرياء أبو الذهب، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الخامس بالرباط،عن دلالات تنظيم ندوة حول الحركات الانفصالية والمنظمات الإقليمية في أفريقيا، في ذكرى إصدار محكمة العدل الدولية لرأيها الاستشاري بشأن الوضعية القانونية للصحراء، وإعلان الملك الراحل الحسن الثاني عن تنظيم المسيرة الخضراء. وتوسع في الحديث عن مسار قضية الصحراء، والاسترجاع المتدرج من المغرب لأراضيه، مشيرا إلى استرجاع طرفاية ثم سيدي إفني، مع تذكيره بأن المغرب من كان طلب إدراج قضية الصحراء في جدول أعمال اللجنة الخاصة بتصفية الاستعمار التابعة للأمم المتحدة، في 1963.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في أخبار