: آخر تحديث
مدينة في تغيّر دائم وثابتة في الوقت عينه

نيويورك خارج الدروب المطروقة في معرض للرسام إدوارد هوبر

23
23
27

نيويورك: كما المصوّر الذي يلتقط بعدسته مشاهد المدينة، استكشف الرسّام الأميركي إدوارد هوبر في نيويورك بريشته، كما لم يفعل أحد قبله، فكان له عن المدينة التي احتضنته ستة عقود نتاج غزير يجمعه اليوم معرض في متحف ويتني.

ومن بين الأعمال المعروضة، "إيرلي صنداي مورنينغ" (في صباح الأحد الباكر - 1930)، و"روم إن نيويورك" (غرفة في نيويورك - 1932)، و"نيويورك موفي" (فيلم نيويورك - 1939) و"مورنينغ صن" (شمس الصباح - 1952)، إضافة إلى أعمال زيتية تظهر أسقفاً وجسورا، ومسودات لأعماله ووثائق من حياة الفنان الأميركي.

وفي المجموع، يتألف المعرض الممتد حتى آذار/مارس 2023 في مالنهاتن، من أكثر من مئتي عمل من صندوق ويتني وإعارات من مجموعات عامة وخاصة.

وبعيداً من الصور المعهودة لناطحات السحاب في هذه المدينة المتنوعة للغاية والرئة الاقتصادية العالمية، يتجلى خصوصاً بُعد نيويورك الإنساني بريشة هوبر.

في تغيّر دائم

وقالت مفوضة المعرض كيم كوناتي في بيان نشره المتحف إن "هوبر أمضى جلّ حياته هنا، على مرمى حجر من متحف ويتني"، وقد "عرف الشوارع نفسها وكان شاهداً على الحلقة الدائمة من الهدم وإعادة الإعمار، كما يحصل حالياً في نيويورك المتجددة دوماً".

وأضافت كوناتي "نجح هوبر في تصوير مدينة في تغيّر دائم وثابتة في الوقت عينه، كما لم تفعل سوى قلة سواه بهذه الطريقة المؤثرة"، مشيرة إلى وجود "رابط خاص محفور في الزمن صاغته مخيلته بوضوح".

وكان هوبر يفضل الأماكن المغمورة وحتى المجهولة تماماً، خارج الدروب المطروقة، بعيداً من ناطحات السحاب في مانهاتن والمعالم الأشهر كجسر بروكلين أو مبنى إمباير ستايت.

وقال يوماً ممازحاً "لم أكن يوماً مهتماً بالمناظر العمودية"، بل كان يحب الابتعاد عن الضوضاء.

منذ 1913 حتى وفاته سنة 1967، عاش هوبر مع زوجته جوزفين نيفيسون هوبر، وهي أيضاً فنانة وعارضة كان يستلهم منها في لوحاته، في الشقة نفسها في ميدان واشنطن سكوير في غرينيتش فيلدج جنوب مانهاتن.

وبعدما كان رساما مستقلا، أصبح أحد أشهر الفنانين في البلاد.

ولم يتوقف الرسام المولود سنة 1882 في مدينة نياك الصغيرة على ضفاف نهر هادسن شمال نيويورك، عن استكشاف الحدود المتداخلة بين الحياة العامة والخاصة: وشكلت النوافذ عنصراً دائماً في عمله، وكانت تتيح إظهار الجزء الخارجي والداخلي على السواء من أي مبنى.

وهو وصف هذه التجربة بأنها "إحساس بصري مشترك".

وأوضحت المتخصصة في الإنارة المسرحية جنيفر تيبتون في تصريحات أوردها متحف ويتني، أن الإضاءة الخاصة التي أظهرها الرسام في أعماله يمكن أن تتسبب بإحساس "مخيف وقاتم للغاية"، وصولاً حتى إلى الشعور بـ"الفراغ".

وبعض القطع التي يتضمنها المعرض مصدرها مجموعة أعمال كانت عائدة للقس المعمداني أرثاير سانبورن الذي عاش في ستينات القرن العشرين قرب منزل طفولة هوبر في نياك.

وفي تحقيق نشرته في تشرين الأول/أكتوبر، تساءلت صحيفة "نيويورك تايمز" كيف تمكن قسيس من جمع ما يصل إلى 300 عمل للفنان.

وقبل وفاته سنة 2007، قال سانبورن، من دون تقديم أدلة، إنه حصل على هذه الأعمال كهدية من الزوجين هوبر أو جمعها من شقة الفنان بعد وفاته.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في ثقافات