: آخر تحديث

الراوي منيف الشويب

4
4
2

الراوي منيف الشويب ربما هو غني عن التعريف عند المهتمين بالتراث الثقافي للمجتمع السعودي، بفضل حضور الراوي الشويب ومن قبله الراوي القدير محمد الشرهان، وغيرهما أسماء عديدة لامعة وتستحق الإشادة بما يقدمونه من خدمة في نشر المعرفة وتوثيق لأحداث سابقة تحتوي على فضائل ومكارم المجتمع السعودي، واجتهادهم في عرضها بطرق مشوقة للمستمع والمشاهد.

والإرث الثقافي السعودي كبير ومتنوع وممتد، وفيه الكثير من القصص التي تحتاج إلى المزيد من التوثيق، لما تحمله من معانٍ وقيم ومكارم للأخلاق.

والأستاذ منيف الشويب، موضع مقالنا هذا، شخصية فريدة لها قبول واسع وحضور باهِ، يثري المجالس بقصص إيجابية ومؤثرة وذات رسالة، ويمتلك ذاكرة حفظ قوية، ولديه مخزون متنوع من القصص الجميلة التي تتميز بالعِبر والتاريخ والدروس المستفادة. يقدمها بأسلوب لطيف وسلس ومكتمل دون تكلف.

إقرأ أيضاً: التهام الأراضي العربية

وهو في شخصه منصة إعلامية متنقلة، يشكل رافداً مهماً من روافد المعرفة التاريخية والشعرية والثقافية والأدبية. وهو واجهة إعلامية ظهر في العديد من البرامج الحوارية والإعلامية، وهو أحد رموز المجالس الذين يُعتد بحضورهم. وما يقدمه ليس قصصاً فقط، بل العِبر والدروس المستقاة من تلك القصص هي الأهم والأجدى للمجتمع، وخاصة جيل الشباب، الذي يمكنه أن يستفيد من ذلك ويختصر على نفسه الكثير من التجارب. والأجمل في هذا أن الراوي القدير منيف الشويب يوثق لنا جوانب من الإرث الثقافي السعودي عبر قناته على اليوتيوب، لتكون مرجعاً يمكن للمهتمين والباحثين الاستفادة مما حواه ذلك السرد وتقديم قراءة عميقة للتاريخ المجتمعي السعودي وفهم الظروف والأحداث التي أثرت عليه وانعكست على فهمه وأنماط حياته، والتاريخ هو من صنع الحاضر وشكّل في أجزاء منه إطار الفهم المعرفي، ذلك أننا أبناء بيئات ثقافية متنوعة تشكّل قصص الماضي فينا أثراً تساهم في تفسيرنا وقراءتنا، وقد تساعدنا في تحديد العديد من اختياراتنا.

إقرأ أيضاً: أيهما أخطر على العالم العربي: إيران أم تركيا؟

ومهما كان أثر التعليم، إلا أن البيئة الثقافية تترك أثرها في الحديث والتصرفات وتظهر في القيم التي يسير عليها كل شخص.

ولا نملك هنا إلا أن نشكر كل الرواة، ونخص في هذا المقال الأستاذ القدير منيف الشويب على كل ما يقدمه من خدمة للموروث الاجتماعي السعودي ومساهمة في توثيق القصص. وكان لي معه العديد من اللقاءات التي أسرني فيها بحسن حديثه ولطافة طرحه وسلاسة قصصه، واختياره الدقيق لما يرويه للناس. وهي صفات تكشف حرصه على نقل ما يفيد الناس ويحسن اختيار الكلمة والقصيدة التي تخدم الحديث الذي يدور حوله المجلس.

ولا يملك المستمع إلا أن يُنصت للقصة، حتى ولو كان قد سمعها من قبل، فقد أعطاه الله ملكة الحفظ والسرد والإيجاز الجميل.

إقرأ أيضاً: نجاعة الوهم الأميركي

وما يقدمه كل الرواة مادة دسمة لكل المهتمين بالإنتاج الثقافي، وللباحثين في المجتمع، والمهتمين بالمحتوى المجتمعي من منتجين ومخرجين وكتاب.

وما يقدمه الرواة السعوديون، وأخص هنا المتميز منيف الشويب، من خدمة مميزة ومهمة، تستحق التكريم من المجتمع ومن المعنيين بحفظ الموروث السعودي، ومتوقع تكريمه من قبل وزارة الثقافة والإعلام لما وجدته من حرص ومتابعة واهتمام، وهم أهلٌ لذلك ودائماً سبّاقون.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.