عجيب أمرك أيها العميد المئوي. نصف سكان المعمورة يعشقونك، والنصف الآخر يتتبعون أخبارك، ويلاحقونك في الخفاء، وفي الظاهر يناصرون منافسيك، بعضهم مكرهين وحفنة منهم يكابرون، ليس كرهاً فيك، ولكن تحدياً لأقرانهم.
والأمر الذي لا يختلف فيه الجميع، من مناصرين ومنافسين، أنك عميد البلد، وخلفك مدرج يزلزل الملاعب. وإذا تسلح نمورك بالروح، واكتملت صفوفك، وتجاوزت ألغام المتربصين، تقاتل بلا هوادة، تبطش ولا ترحم. يرتعد من مواجهتك الخصوم، وينصبون لك الشراك خوفاً من الافتراس.
والأدهى من ذلك، حتى البطولات تركض خلفك، والمنصات تتزين بألوانك قبل وصولك. تلك هي الحقائق التي أتعبت الكثيرين، ليمارسوا ضدك جميع صنوف المكر والخداع، على أمل أن يحبطوك ويزيلوك عن طريقهم، مدركين أن حضورك يعني غيابهم.
إقرأ أيضاً: السعودية.. لا للتطبيع لا للتهجير لا للمزايدة
ولا بدَّ أن تدرك الأجيال المتعاقبة أن للبلد عميداً واحداً. إن غاب، كان غيابه قسراً، وإن عاد، سيلتهم الأخضر واليابس. لذلك، لا بد أن يلتفوا حول عميدهم كالعادة، في الانتصار يحملونه، وفي الانكسار ينتشلونه. لا ينصتون للظواهر الصوتية، ولا وقت لديهم للتشفي وشق الصفوف. نقدهم عتب من محبة، يُرَكّز على الإيجابيات والسلبيات، بحيادية، ولا يتعاملون مع "الانتقاد" الذي يقتنص الأخطاء دون محاولة النصح والتصويب.
يشرحون نقاط الخلل للتقويم، وليس للانتصار للآراء والشخصنة، التي هي عنوان المقنعين والمتلونين. مصلحة ناديهم فوق كل الاعتبارات والمكاسب والمصالح الآنية.
إقرأ أيضاً: "عربدة" الصهاينة
ولا يوجد عمل وجهد مكتمل لا تشوبه الأخطاء والمنغصات والألغام المزروعة عمداً، بخلاف الإصابات والغيابات والظروف القاهرة والقرارات الخارجة عن السيطرة. تكتلوا خلف إدارتكم، وكتيبة نموركم، والرئيس المجتهد لوران، والقائد البنز ورفاقه. ولا مفر من تأجيل الخوض في التفاصيل. شحذ الهمم مطلوب، والاتحاد خلف الفريق يساهم في انتزاع الحقوق واستعادة هيبة عميد لا يقهر.