عادل المرزوقي
لم يعد المحتوى مجرد رسالة عابرة تُنشر ويطويها الزمن، بل تحوّل إلى صناعة قائمة بذاتها تمتلك أدواتها، وتؤثر في أنماط الاستهلاك، وتُشكل الوعي المجتمعي، وتُعيد تعريف مفهوم القوة الناعمة في العصر الرقمي، بما تمتلكه من قدرة على بناء الثقة، وتوجيه السلوك، وصناعة التأثير.
وتكمن أهمية صناعة المحتوى في كونه يقوم على الإنسان أولاً، وفكره وخياله وقدرته على التواصل، ما يجعله اقتصاداً يحتاج إلى بيئة حاضنة، وتشريعات مرنة، ومنصات قادرة على تحويل الموهبة إلى مشروع مستدام.
ويظهر هذا التوجه بوضوح في المبادرات التي تحتفي بصنّاع المحتوى، وفي مقدمتها قمة المليار متابع، التي بُنيت كمنظومة متكاملة تسعى إلى تمكين المبدعين من توسيع نطاق تأثيرهم، ومواكبة التحولات المتسارعة في صناعة المحتوى عالمياً. ومنذ انطلاقتها، نجحت القمة في تقديم دليل عملي على أن المحتوى، حين يُدار بعقلية اقتصادية، يصبح صناعة حقيقية.
لم يعد اقتصاد المحتوى ظاهرة عابرة، وإنما مسار يُعاد فيه بناء معنى العمل والإبداع والقيمة.

