: آخر تحديث

لا تتركوا إسرائيل تواصل جرائمها

2
2
2

خالد بن حمد المالك

لم تتأخر إسرائيل كثيراً في استئناف القتال من طرف واحد في قطاع غزة بعد استلامها الرهائن من حماس، وكأنها كانت تنتظر وصولهم إلى إسرائيل ليكون انقلابها سريعاً على الاتفاق الذي تم مع حماس والجهاد، في تصرّف غادر، وعمل جبان، كما هي السياسة الإسرائيلية التي لا يُعجزها خلق أكاذيب لتبرير جرائمها.

* *

ولعل غباء حماس بالقبول بالاتفاق دون ضمانات هو الذي سرَّع ببدء الهجوم الإسرائيلي، وأفشل ما أسماه الرئيس ترمب بإنهاء القتال وفق اتفاق سلمي، يصون الدماء، ويوقف هدم ما تبقى من مبان محدودة، ويعيد الهدوء والاستقرار إلى سكان قطاع غزة بعد أكثر من سنتين من حرب الإبادة ضدهم.

* *

إن على صاحب مبادرة السلام الرئيس ترمب، أن يحمي مبادرته من الفشل، ومن تعمّد إسرائيل تفريغها من محتواها، خاصة وأن الفصائل الفلسطينية التزمت بتسليم الرهائن، والجثامين، ولم تبادل العدو الإسرائيلي بالرد على عدوانه، التزاماً بما تم الاتفاق عليه بين الطرفين.

* *

إن ما يجري الآن عدوان قصدت به تل أبيب استمرار الحرب، لأنها على حد زعمها وتوجهها لم تستكمل أهداف حربها في قطاع غزة، مع أنها قتلت عشرات الآلاف من قادة التنظيمات والمدنيين وأصابت مثلهم، وهدمت وأزالت أكثر من 90 % من مباني القطاع.

* *

ومع أنه لا يستغرب من إسرائيل أن تنكث بوعدها، ولا تفي بما اتفقت عليه، إلا أن المؤسف أن تكون الدول التي شاركت بالحضور والتوقيع لا تعمل بما يمنع إسرائيل من مواصلة هجومها على القطاع، وقتل المدنيين، وهدم ما تبقى من المباني في القطاع، وهي مسؤولية هؤلاء في منع تل أبيب من مواصلة جرائمها.

* *

فإسرائيل تستغل عدم قدرة الفصائل الفلسطينية للرد عليها، بسبب قتلها لقادتهم، وتفريغ عناصر حماس من سلاحهم، وفارق القدرات العسكرية بين الجانبين، ما يجعلها تتفوق ميدانياً في حربها الإرهابية، وتصر بعد استلامها للرهائن والجثامين على عدم التوقف عن قتالها للفلسطينيين.

* *

إننا نناشد الرئيس الأمريكي ترمب، صاحب المبادرة بإيقاف القتال، وإحلال السلام، وإجبار إسرائيل على أن تلتزم بما تم الاتفاق عليه، خاصة وأنها توافقت مع الرئيس الأمريكي على بنود الاتفاق قبل عرضه على الجانب الفلسطيني الذي وافق عليه، والتزم بتنفيذه.

* *

وإن مواصلة القتال، سوف يحصد المزيد من المدنيين الأبرياء، ويحول قطاع غزة إلى أرض جرداء، بلا حياة، وهو ما تسعى إليه إسرائيل، فلا ينبغي أن تترك على هواها، وتتصرَّف على نحو تواصل فيه حرب إبادة لشعب لا يملك حيلة أو قدرة للمقاومة، ورد المعتدي بما يستحق، لو كان قادراً على ذلك.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد