رشاد أبو داود
نتانياهو وتابعاه، أو هو تابعهما، سموتريتش وبن غفير، يقودون إسرائيل إلى الهاوية. هذا ليس رأي أولئك الذين يؤمنون بحتمية زوالها، ولا الذين يقرؤون الأحداث بعواطفهم لا بعقولهم، بل هذا ما يراه المتابع لسياسة حكومة نتانياهو من عين زرقاء اليمامة التي ترى أبعد مما يراه الثلاثي في تل أبيب.
رفض سياسة حكومة نتانياهو وصل حد الدعوة إلى عصيان مدني، كما جاء على لسان رئيس الشاباك الأسبق، عامي أيالون، حين قال: عندما تخرق الحكومة القانون، فإن مصطلح عصيان مدني يعني أن القانون هو خطنا الأحمر.
نتانياهو لن يتوقف عن جر إسرائيل إلى نهايتها، ليس بسبب تهديد خارجي، بل بسبب انهيار داخلي، وهذا ما يجري الآن في إسرائيل، تظاهرات غير مسبوقة تطالب بوقف الحرب وتحرير الرهائن، هجرة إلى الخارج، خاصة من شريحة التقنيين، هروب رؤوس الأموال، شبه انهيار اقتصادي، انقسام مجتمعي، بوادر حرب أهلية حذر منها قادة سابقون.
يقول إنه يحمل رسالة تاريخية وروحانية ويهدد باحتلال أراضٍ عربية جديدة في الأردن وسوريا ولبنان والعراق، وخلق ما يسميه إسرائيل الكبرى. هذا في الوقت الذي لم يزل منذ عامين غارقاً في وحل غزة، لا حقق الانتصار المطلق ولا حرر الرهائن بالقوة، وهما الشعاران اللذان ما لبث يكررهما على مسامع الإسرائيليين حتى أصبح كلامه مدعاة للسخرية.
لا نقلل من خطورة رؤية نتانياهو في ظل الوضع العربي الحالي، والأهم الدعم الأمريكي المتواصل. ولا ننسى أن الرئيس ترامب هو أول من أشار إلى المساحة الصغيرة لإسرائيل المسكينة!
رياح الواقع والتاريخ لا تجري بما يشتهي نتانياهو، ولو جرت فحتى حين، وليس حتى النهاية، خاصة أن آلة الوحشية الإسرائيلية ضد الأطفال والنساء والمسنين في غزة أيقظت شعوب العالم على الكذبة التي روجتها حكومات إسرائيل منذ إنشائها بأنها واحة الديمقراطية الوحيدة بالمنطقة محاطة بوحوش بشرية.