: آخر تحديث

عهد الاتحاد.. مسيرة وقيم

3
3
4

أحمد محمد الشحي

في الثامن عشر من يوليو عام 1971 شهدت دولة الإمارات لحظة فارقة في مسيرتها الوطنية، حين اجتمع القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، مع إخوانه حكام الإمارات.

في هذه اللحظة التأسيسية انطلقت تجربة وطنية رائدة في المسار العربي الحديث وفي التاريخ العالمي المعاصر، تجربة اتسمت برسوخ المبادئ وتكامل الرؤية ومحورية الإنسان كهدف أصيل للتنمية والازدهار، ومن هنا جاء إعلان صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، عن يوم عهد الاتحاد ليكون مناسبة وطنية متجددة تعيد إلى الأذهان لحظة التأسيس الأولى.

لقد أرست تلك اللحظة معالم التحولات الكبرى في مسيرة الوطن، انطلقت منها دولة الإمارات نحو تحقيق إنجازات متسارعة وقفزات نوعية في مختلف الميادين، واضعة نصب أعينها الريادة والتفوق في الداخل والخارج.

وفي ظل هذه المسيرة المضيئة جسدت القيادة الحكيمة رؤية استباقية تستشرف المستقبل، وتواكب التحولات العالمية، فكانت سباقة إلى صياغة الخطط الاستراتيجية، وإطلاق المبادرات النوعية، وتعزيز الشراكات الدولية، بما يرسخ مكانة الدولة على خريطة الدول المؤثرة، وامتدت جهود دولة الإمارات لتكون فاعلاً دولياً يعزز قيم الحوار.

ومن يتأمل التجربة الإماراتية يلمس أنها تستند إلى قاعدة متينة من المبادئ التي تحولت إلى ثقافة وطنية حية، انعكست على سلوك مؤسساتها، وتفاعل مجتمعها، وتوجهات سياستها الخارجية، ثقافة قائمة على الريادة والتقدم والتسامح والقيم الحضارية الراقية.

ومن أبرز ملامح الاتحاد ترسيخ القيم الحضارية التي تعزز الوئام والانسجام في المجتمع، من الوحدة والتلاحم وتضافر الجهود والالتفاف خلف القيادة الحكيمة، وفي ضوء هذه القيم والاستراتيجيات استطاعت دولة الإمارات أن تواجه التحديات المتنوعة بحكمة وحنكة.

وتأتي مناسبة يوم عهد الاتحاد لتذكر الأجيال بأن ما نتمتع به من الازدهار والاستقرار ما هو إلا ثمرة تخطيط دقيق، وعمل دؤوب متواصل، ورؤية استشرافية طموحة، كما تحمل هذه المناسبة دعوة متجددة إلى مواصلة السير على النهج الفاعل ذاته الذي سار عليه الآباء المؤسسون.

إن مناسبة يوم عهد الاتحاد تمثل وقفة وطنية جليلة، نستمد منها معاني الوفاء والولاء، ونجدد من خلالها الالتزام بالعهد الذي مضى عليه الآباء المؤسسون، واستمرت في ترسيخه من بعدهم القيادة الحكيمة، لتمضي دولة الإمارات في مسيرتها المشرقة في بناء الإنسان، وصون المكتسبات، وتعزيز مكانتها عالمياً، وتواصل مسيرتها الاتحادية، لتزداد قوة وتماسكاً، وتبقى راية هذا الوطن عالية خفاقة في سماء الإنجازات الخالدة.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد