جمال الكشكي
ليس عادياً ما يحدث في الإقليم من صراعات وحروب وسباقات على النفوذ وفرض الإرادة، المتأمل للصورة بكل أبعادها يصاب بالقلق على استقرار الخرائط، لا سيما إذا أدرك أن أزمات الحاضر هي وفق كتالوج قديم يتجدد له جدول أعمال عنوانه:
هذه التقديرات لم تغفل رؤية كوندوليزا رايس، وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة، التي هدفت إلى إشاعة ما يسمى الفوضى الخلاقة، وصولاً إلى صناعة مجتمعات ودول تدور في الفلك الأمريكي والإسرائيلي.
لا تزال ارتدادات هذا الزلزال الملون تضرب بعنف خرائط المنطقة، في الجنوب السوري، تندفع إسرائيل معتدية على الأراضي السورية، وتقوم بضمها، خصوصاً في محافظة السويداء، في استغلال واضح للاحتقان الطائفي الذي تبدّى بعد سقوط النظام القديم.
كان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، قد أشار إلى خريطة إسرائيل وقال: إنها صغيرة، ولا بد من توسيعها، ومن الحالة السورية إلى الحالة اللبنانية.
إذا عدنا إلى المأساة الحقيقية في الأراضي الفلسطينية، نجد أن إسرائيل تريد طرد سكان غزة من أراضيهم، وضمها إليها، ثم طرد سكان الضفة الغربية إلى الأردن، وتصفية عرب 1948، من داخل الخط الأخضر، وهو حلم إسرائيلي يرى نتنياهو واليمين المتطرف أن الوقت مناسب لتنفيذه من أجل صناعة إسرائيل الكبرى على الأراضي الفلسطينية التاريخية.