: آخر تحديث

ومن غير محمد بن سلمان؟

1
1
1

خالد بن حمد المالك

ظلت سوريا في قلب الأمير محمد بن سلمان منذ كان بشار الأسد على رأس السلطة في البلاد، فقد حاول أن يثنيه عن توجهاته المدمرة لسوريا، ويعيده إلى الصف العربي، ويقنعه بأن يتجنب إيذاء الشعب السوري بعدم ظلمه وقهره وعدوانه، ويبدو أنه وعد سموه بما طالبه وطلبه الأمير منه، فدعاه إثر تجاوبه إلى اجتماع القمة العربية التي عقدت في المملكة ليكون حضوره لأول مرة بعد أن عُلِّق المقعد السوري على مدى سنوات إثر اعتداء النظام على المواطنين، ثم التقاه سموه أكثر من مرة ولا بد أنه نصحه، ولا بد أن بشار وعده بالتجاوب بما يؤكد التزامه بما سمعه من ولي العهد.

* *

غير أن بشار لم يفِ بوعدٍ قطعه على نفسه، حتى وهو يرى خراب سوريا على يديه، بل حتى وسوريا تتحول إلى مجموعة كيانات لعدد من الدول والميليشيات الأجنبية، فما كان من الأمير إلا أن نفض يديه عن رجل رهن نفسه لغيره، واستسلم لمن يريد تقسيم سوريا وانهيارها، وقَبِلَ أن تكون الدولة السورية ساحة لحروب بين قوى خارجية، ولا بأس أن تكون المحافظات والمدن والقرى والأرياف السورية في عهده تحت الاحتلال، مقابل ما اعتقد أن سياسته سوف تحميه وتبقيه حاكماً إلى الأبد.

* *

سقط نظام بشار الأسد خلال أيام، وكان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان على تواصل مع العهد الجديد منذ الساعات الأولى لبدء تساقط المدن السورية في أيدي قوات المعارضة، معلناً سموه عن دعم المملكة، والوقوف إلى جانب النظام الجديد، وسجلت مواقفه الداعمة دور محمد بن سلمان الكبير فيما حدث من تطورات على الساحة السورية خلال معارك التحرير من قبضة نظام بشار الأسد، وما بعد سقوطه.

* *

وظهر دعم سموه للشعب السوري، والنظام السوري الجديد جليًّا حين جمع الرئيس السوري أحمد الشرع بالرئيس الأمريكي ترامب، ثم وساطته لدى الرئيس الأمريكي لرفع العقوبات عن سوريا، وهو ما تمت الموافقة عليه، مع تأكيد الرئيس الأمريكي بأن وراء قراره هذا تدخل الأمير محمد ووساطته، وهو ما فتح الأبواب المغلقة أمام رفع الدول الأوروبية أيضاً لعقوباتها ضد سوريا، وبدء التواصل بين مسؤولي سوريا والمسؤولين في كل من أمريكا والدول الأوروبية وباقي دول العالم.

* *

وحين بدأت إسرائيل باعتداءاتها على سوريا دفاعاً عن دروز سوريا كما تدّعي - وهي كاذبة - سارعت المملكة قبل أي دولة إلى التنديد والاستنكار بما تقوم به إسرائيل من جرائم، داعية السوريين إلى تفويت الفرصة على من يريدون المساس بوحدة سوريا، والتوقف عن أي تصرف يساعد على فقدان الأمن والاستقرار في الدولة السورية.

* *

لم يكتفِ الأمير محمد بن سلمان بترحيبه بوقف إطلاق النار في السويداء، بل إنه خلال اتصال تلقاه من الرئيس السوري أحمد الشرع جدد موقف المملكة الداعم لسوريا، مرحباً بما أعلن عنه الرئيس السوري من ترتيبات وإجراءات لاحتواء الأحداث الأخيرة في سوريا، مع تأكيده على ثقة المملكة بقدرة الحكومة السورية بقيادة الشرع على تحقيق الأمن والاستقرار لسوريا الشقيقة، وحفظ وحدة سوريا وسلامة أراضيها، وتكاتف جميع أطياف الشعب السوري وتلاحمه، وعدم السماح لأي بوادر فتنة تهدف إلى زعزعة أمنها واستقرارها.

* *

وضمن هذا التعاطف والاهتمام بالشأن السوري شدد ولي العهد على أهمية مواصلة ما بدأته سوريا على كافة المستويات لتحقيق التقدم والازدهار، وأن المملكة ثابتة على مواقفها المعلنة بالوقوف إلى جانبها، ورفض أي عمل يمس السلم الأهلي والاجتماعي جملة وتفصيلا، وإدانتها للاعتداءات الإسرائيلية السافرة على الأراضي السورية، والتدخل في شؤونها الداخلية، وأن على المجتمع الدولي أن يقوم بدعم الحكومة السورية في مواجهة هذه التحديات، ومنع أي تدخلات خارجية في الشأن الداخلي السوري تحت أي مبرر.

* *

ختاماً، أعطوني قائداً شجاعاً وعروبيا كمحمد بن سلمان الذي يقف إلى جانب فلسطين ولبنان وسوريا والسودان، ومع كل الدول العربية، بما يحمي حقوق شعوبها، ويساعدها أمام ما تواجهه من تحديات، دون أن تتدخل المملكة في شؤونها الداخلية، أوتنتظر أي مقابل أو مصالح لها مقابل هذا الدعم والمساندة من أجل أمنها واستقرارها وإسعاد شعوبها.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد