سآخذكم معي في رحلة البحث عن فكرة للكتابة حولها، فكرت في البداية أن أكتب عن موضوع الإلهام للفنان والكاتب، والسبب بالطبع أنني كنت أبحث عن إلهام لكتابة المقال، لكنني غيرت رأيي لأنه سيكون موضوعاً قريباً للمقال السابق، ثم بدأت أفكر في الكتابة عن أي كتاب أعجبني مؤخراً أو أي عمل فني، لم أجد شيئاً يدفعني لفعل ذلك، وفجأة لمعت الفكرة برأسي، الكتابة عن أهمية الممثل الجيد للعمل الفني، وأخذني ذلك للتفكير في الممثلين الذين أحب والذين أحببت منذ بدأت مشاهدة السينما والتلفزيون، وذلك يعني، منذ الطفولة، ولا يخفى على أحد أننا أحياناً نحب ممثلين لا يحسنون التمثيل، لا أعرف ما السبب، كاريزما، أم توفيق وحظ، حقاً لا أعرف، لكن، وبغض النظر عن النجوم الذين أحببناهم وهم لا يجيدون التمثيل، دعونا نفكر أو نبحث عما يجعل من الممثل ممثلاً جيداً، لماذا؟ لأن الممثل هو الذي يجسد الحكاية، هو الذي ينقل الفكرة من رأس المخرج والكاتب لرأسك، طبعاً مع بقية الأدوات التي تساعده لخلق كامل الجو، لكن، الممثل الجيد، هو غاية المخرج الجيد وهو رأسماله.
يتفق غالبية مدرسي التمثيل على أن تعلم المهارات والالتزام والتجربة هي العوامل الأساسية التي تصنع ممثلاً جيداً، يضاف إلى ذلك التضحية -ماذا يعني ذلك، ربما يقصدون التضحية بالوقت والحياة الطبيعية- والموهبة وعامل آخر لا أحد يستطيع تحديده، وهذا ما سميته السحر أو الكاريزما أو التوفيق أو رضا الوالدين.
ماذا يقول الممثل الجيد عن ذلك، هنا أترجم لكم ما قاله بعض الممثلين الذين يحبهم الناس ويتفقون على أنهم ممثلون هائلون
يقول جاري أولدمان، أن ترغب في أن تكون ممثلاً جيداً ليس كافياً، يجب أن ترغب في أن تكون ممثلاً عظيماً، يجب أن تملك ذلك.
"استمتع بالرحلة وليس فقط النهاية" بيندكت كمبرباتش.
"سواء كنت أبيض أو أسود، من الصعب العثور على الأعمال الجيدة، الممثل الجيد الذي يملك فرصاً جيدة قد يحقق شيئاً، بدون فرصة لا يهم مقدار جودتك" دينزل واشنطن
"في البداية أختار الأعمال الرائعة، وإذا لم تتوفر، أختار الأعمال المتواضعة وإذا لم تتوفر، أختار الأعمال التي ستدفع الإيجار" مايكل كين.
ما قاله مايكل كين سيتفق معه أغلبية الممثلين، وكنت أسمع عبارة الممثلين أنا في مرحلة الانتشار، وهي تعني المرحلة التي يقبلون فيها أي دور فقط ليعرفهم الجمهور، ثم يبدؤون بعدها بالاختيار، أنا أعتقد أن الممثل الجيد هو الذي يعرف العمل الجيد كي يختاره بعد مرحلة الانتشار.