عبد الله سليمان الطليان
في حديث رواه مسلم في الصحيح قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ثلاثة لا يكلمهم الله، ولا ينظر إليهم يوم القيامة، ولا يزكيهم، ولهم عذاب أليم: المسبل إزاره، والمنان فيما أعطى، والمنفق سلعته بالحلف الكاذب). لقد استشرى وزاد بشكل كبير المنفق سلعته بالحلف الكاذب في حاضرنا مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي ولم يعد يعتمد على الحلف الظاهر، بل أصبح يأتي بطرق شتى مختلفة طبعاً هي ذات طابع تجاري بحت تمثّل عند البعض (شطارة تجارية تنم عن الذكاء والفطنة) وعند آخرين استغلال للجهل بتعمد وإصرار بدون وازع ديني.
لقد أصبح هناك استدراج خفي وظاهر عبر مقاطع مصورة لمواقف وإعلانات يمزج فيها أحياناً وعض ديني أو موقف إنساني للتأثير على عقلية المتلقي واستغلال عاطفته وجهله الذي ينجرف مع حديث الملقى المتمكن في الطرح والعرض من خلال الصورة أو بلاغة الكلام في لقاء أو مناسبة الذي يورد الأمثلة المتعددة التي يقول فيها إن فلان صاحب الثراء وعمل الخير المعروف كان زبوناً لديه أو لدى تاجر يعرفه مصدر ثقة، هذه إحدى الطرق، وهناك التغرير في صوره المختلفة وهو أشد ما يحصل الآن في واقعنا الذي له ضحايا كثر، ولا يلومون بعض هؤلاء الضحايا على الجهل الذي سوف نجد من يوجهه لهم ويوبخهم على هذا، بل يجب محاسبة من قام بهذا التغرير الذي ليس من خلق المسلم الحق إطلاقاً، والذي يعي وعيد الرسول صلى الله عليه وسلم في حديثه عن المنفق سلعته بالحلف الكاذب.