سارة النومس
«إنني أقضي وقتي مستمتعاً بطفلتي كفيلي...» قالها أحدهم لصديقه وهما من الجنسية الآسيوية، عندما كانا يسيران في إحدى الجمعيات التعاونية يتحدثان عن كيف يقضيان وقتهما. كيف يجرؤ على قول ذك في مكان عام والكثير من الناس يسيرون حولهما؟ ألم يخش أن يسمعه شخص يعرف لغته؟ يا للأسف لم أعرف تلك القصة إلا بعد أعوام ماذا حدث للصغيرتين؟ أشعر بالضيق لرؤية طفل صغير يلعب وحده في الفريج أو المنطقة دون عين ترعاه.
يغضب البعض عند طرح هذه المواضيع ويطلب منا عدم التطرق لها، ويسر المجرمون من ذلك فعدم الحديث عن جرائم الاعتداء على الأطفال يضفي جواً من الشعور بالراحة والأمان وفرصة لكل مريض نفس من استغلالها، ولو كان في نهار العيد.
كل مجرم يعتدي على الأطفال قد تعرض للاعتداء في طفولته، لماذا لا نقف وقفة جادة لحماية الطفولة؟ ومحاسبة أولياء الأمور الذين يتعمدون إهمال أطفالهم. تقول صديقتي إنها تعرضت كثيراً للتوبيخ من جهة عملها بسبب التأخير لكنها لا تمانع من التأخير وخصم من الراتب في سبيل نقل أطفالها بأمان لمدارسهم بنفسها والحرص على التأكد من دخولهم للمدرسة.
إن حوادث الاعتداءات قديمة، لا ننكر وجود الوحوش فهم يعيشون بيننا ومتعطشون للدم والاعتداء وتعذيب الضحايا. مسببات الجريمة متاحة بكثرة اليوم، كالمواقع الإلكترونية الظلامية التي تصور الجرائم وتعرضها بملايين الدولارات لإشباع الفضول، لا يهم من هي الضحية ما دامت موجودة وتلعب في الحي ويرغب الجمهور بضحايا جدد فتستمر الجريمة ما دامت الإيداعات البنكية مستمرة.
ثانياً: الطلاق، الكثير من المطلقين يدافعون عن الطلاق لكن نسبة ظهور طفل معنف، ضحية أو قاتل، كبيرة... فعندما تقرأ عن القتلة المتسلسلين جميعهم بلا استثناء إما أسرته مفككة وعاش مع أحد أبويه أو تعرض للاعتداء في طفولته، لن تجد قاتلاً (متسلسلاً) عاش مع عائلة صحية وبيت تسوده الرحمة والحب والرعاية الأسرية.
ثالثاً: المخدرات وأصدقاء السوء، هل شاهدت الذي التقط فيديو وأعاد نشره لرجل قام بضرب ابنة زوجته مفتخراً بشناعة عمله، هنا عنصران اشتركا أسرة مفككة وقعت الفتاة تحت رحمة زوج الأم الذي كان تحت تأثير المخدرات.
رابعاً: وأكتبها بكل حسرة، هي «الحرب» التي تخلف بيوتاً مدمرة، وأسراً مفككة وأطفالاً بلا أم أو أب، وأجيالاً جديدة بلا تعليم أو مدارس وعرضة للشارع الذي يحوي رفاق السوء والمخدرات والاعتداءات الجسدية والنفسية وغيرها من الحياة الشيطانية الخالية من الرحمة.
علينا أن نحمي الطفولة من الضياع وألا نصنع قتلة في المستقبل، إن كنت زوجاً فعليك أن تتغاضى عن أي عيب وحافظ على هذه الأسرة، النصيحة نفسها للزوجة. إن قلت إنني تقليدية وأردد ما كان يقوله السابقون فالنتائج التي نراها اليوم هي التي جعلتني أتيقن أنهم كانوا محقين والهدف من كلامهم هو الحرص على تنشئة الطفل نشأةً صحية.
أخيراً «كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته» حفظ الله أبناءنا من الشياطين.