: آخر تحديث

الديزل والبنزين

3
3
2

سهوب بغدادي

يعتبر كل من الديزل والبنزين نوعين مهمين من الوقود وكلاهما من المنتجات البترولية، على الرغم من نفس الأصل في تكوينها، فهناك اختلافات في استخداماتهما وأدائهما، فالديزل وقود للآلات الكبيرة التي تتطلب عزماً أكبر، في المقابل، فإن البنزين وقود أخف ويستخدم للمركبات التي تتطلب السرعة أكثر من القوة والاستمرارية لفترات أطول، فلكل نوع منهما مميزات وخصائص، ونقاط قوة وضعف على حد سواء، ولنا فيهما عبرة في مواطن عديدة حياتية، إذ يختلف كل شخص عن الآخر بمميزات وخصائص ونقاط قوة وضعف على غرار السابق ذكره، في هذا الموضع، أستذكر قول المعلم الفاضل «أبو عبدالله» -حفظه الله- عندما شهد أحد طلابه تأخرًا في اللحاق بأقرانه في المهارات الأساسية، على الرغم من محاولات الطالب المستميتة للتحسّن والتزامه اليومي بكل التعليمات، مما تسبب في شعوره بالإحباط وتسلّل الحزن إلى نفسه، حينئذٍ قال له المعلم القدير: «هناك بعض الأشخاص مثل البنزين، سريع الاحتراق، وهناك البعض الآخر بطيء الاحتراق ويأخذ وقته للاشتعال، فالأول سرعان ما يخمد وينفد، أما الأخير فيستمر ويواصل مسيرته المطولة، فلا تغتر بالبدايات الباهرة والسريعة وواصل عملك الدؤوب فالأهم الاستمرارية لا البدايات».. كانت تلك الكلمات كفيلة بأن تبث روح الأمل في نفس الطالب المتأخر ليلحق بالركب ويحلِّق في سماءات التميز. كذلك نجد الفروقات في التوقيت والإنجازات بين الإخوة والأصدقاء والزملاء ومواطن أخرى عديدة، فلو طبقنا هذا المبدأ على أنفسنا لشعرنا بالاطمئنان التام بأننا على السبيل المؤدي إلى الوجهة المعنية، في بعض الأحيان، مع توفر كل العوامل اللازمة أو المساعدة يبقى عامل «الوقت» لازمًا ومفصليًا لتمام الأمر.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد