ماذا يميّز الكويت؟ ما الذي يجعلنا نردد دائماً ان الكويت غير؟
لن يأخذني الغرور والنشوة، وأنا أتحدث عن هذا الموضوع، فلا بد أن امون ومتجردة وموضوعية قدر الإمكان.. وأن أبحث عن الأسباب الرئيسية الحقيقية بعيدا عن العواطف.
أول جانب لا يمكن ان اغفله في أي حال من الأحوال، وإن طال هذا الجانب مؤخرا.. بعض التطورات التي لم نكن نرغبها، إلا انها قد تكون مطلوبة لتصحيح مساراتها، بعد ان حادت عن هدفها الاساسي، وهي الديموقراطية والحياة السياسية.
التجربة السياسية البرلمانية عندنا واحدة من أقدم وأقوى التجارب، فمجلس الأمة وما يتمتع به من صلاحيات تشريعية ورقابية حقيقية، منح المواطن الكويتي دورًا أكبر في صنع القرار.
كما تتميز الكويت ايضا بفاعلية وتأثير القوة الناعمة، ممثلة بالاعلام والديوانيات ومنظمات المجتمع المدني، والتجمعات الثقافية والادبية والفنية والاجتماعية وباقي التخصصات الاخرى، وذلك من خلال ابداء وجهات نظرها ازاء اي تطورات للاوضاع المحلية سلبا وايجابا.
ولا يمكن لأحد أن يُنكر ريادة الكويت خلال فترات الستينات والسبعينات والثمانينات في مجالات الإعلام والفن والأدب في الخليج، حيث انطلقت أولى الصحف والمجلات، وعرضت أول المسلسلات والمسرحيات، التي ما زال الخليج يتذكرها ويردد مقاطع منها.
أما الإسقاطات السياسية بالانتقاد سلبا او ايجابا في كثير من العروض المسرحية إبان تلك المرحلة، فكانت تشكّل جانباً مهماً من هذا النوع من التأثير في المشهد السياسي الكويتي.
أما الحرية الإعلامية فهي السمة، التي رفعت الكويت عاليا في العالم العربي كله، من خلال وضع سقف عال للمؤسسات الاعلامية، شرط التزامها بخطوط عالية.. حتى مع إعادة ترتيب اوراق هذه الحرية، بعد أن استخدمها البعض بصورة غير صحية.. الا انها تظل أعلى من غيرها.
الكويت من أوائل الدول الخليجية، التي أسست صندوق الأجيال القادمة، وهو من أقدم وأكبر الصناديق السيادية في العالم، مما يمنحها قوة اقتصادية واستدامة مالية حتى مع اي تقلبات اقتصادية، قد تطول مصدر الدخل القومي الأساسي بالكويت.
الشعب لكويتي يتمتع بروح مجتمعية قوية وتقاليد راسخة، حيث لا تزال الديوانيات تلعب دورًا كبيرًا في الحياة الاجتماعية والسياسية، مما يعكس طابعًا خاصًا في التفاعل بين افراد المجتمع.
الشباب الكويتي متميز وناجح في مشاريعه محليًا وإقليميًا في مجالات متعددة. ناهيك عن خصوصية هذا الشعب، وما تتمتع به من شخصية صقلتها كل التحارب السابقة في كل المجالات.
السؤال المهم هنا: إلى متى سنستمر في استخدام هذا الإرث وترديده بين حين وآخر وفي كل المناسبات؟ فلا يكفي أن نقول كنا وكنا وكنا، فقد حان الوقت لأن نردد.. سنكون وسنكون وسنكون.
وغالباً ما تكون الانطلاقة إلى النجاح والتميز مستقبلاً.. اسهل بكثير، إذا كانت مبنية على أساس راسخ وثابت وقوي.. وهذا ما يميّز الكويت.
هذي هي الكويت.
إقبال الأحمد