: آخر تحديث

والقول ما قالته المملكة

7
7
6

حمود أبو طالب

أصبح واضحاً أن طريق السلام مع إسرائيل يفضي إلى نهاية مسدودة، وربما تتغير المعادلة من انتظار سلام بالوصول إلى حل عادل للقضية الفلسطينية إلى العودة إلى المربع الأول، أي الصراع العربي الإسرائيلي، وانهيار معاهدات السلام التي تمت مع إسرائيل بسبب السياسات التي تنتهجها بقيادة أسوأ حكوماتها تطرفاً وعدوانية، وتغافل المجتمع الدولي عن الجرائم الممنهجة التي ترتكبها بحق الشعب الفلسطيني التي بلغت ذروتها بما يحدث في قطاع غزة منذ عام ونصف، مع دعم أمريكي فاضح، عسكري وسياسي، للمجازر البربرية التي تنفذها تجاه المدنيين العزّل.

مؤخراً تم تقويض أمل السلام بالمنطقة بسبب موقفين أو تصريحين للرئيس الأمريكي دونالد ترمب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، كلاهما يؤكد مدى الاستهتار بقضية خطيرة هي جوهر الاضطراب بالمنطقة وسبب التوترات فيها. فاجأنا الرئيس ترمب بفكرة استيلاء أمريكا على غزة بذريعة إعادة إعمارها وتهجير سكانها إلى دول أخرى وتسليم الضفة لإسرائيل، والموقف الآخر صدر عن نتنياهو بقوله إن المملكة لديها متسع من الأرض يمكن للفلسطينيين الإقامة فيه. بالنسبة لفكرة ترمب يكفيها ما لاقته من استهجان كثير من دول ومنظمات العالم، وأما الهذر الذي قاله نتنياهو فهو دليل قاطع على أن إسرائيل ليست دولة احتلال فحسب، وإنما تديرها عصابة لا يهمها سلام، ولا يمكن أن يتحقق للفلسطينيين أمل إنشاء دولتهم على أرضهم في ظل وجود الشرذمة المتطرفة التي تحكمها.

المجتمع الدولي الذي يقول إنه يعيش في عالم حر يدافع عن الحقوق ويحارب التطرف ويرفض التطهير العرقي يقف صامتاً أمام ممارسات إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني، وبذلك يثبت أشد مستويات النفاق وازدواجية المعايير، وبالنسبة لأمريكا يبدو أن الحقبة الترمبية ستشجع إسرائيل على ارتكاب ما لم تكن تجرؤ على التفكير به، لكن هذا التشجيع لن يفيد إسرائيل وسيدفع بالمنطقة إلى مآلات خطيرة. وأما بالنسبة للمملكة التي تراهن أمريكا على ورقة تطبيع علاقاتها مع إسرائيل كأقوى ورقة للسلام في المنطقة فإن ذلك يبدو الآن بعيد المنال، وبعيداً جداً، مع الممارسات التي تقوم بها إسرائيل والنوايا التي تفضحها تصريحات حكومتها المتطرفة، والدعم الأمريكي المفتوح لها. على أمريكا وإسرائيل إعادة قراءة البيانين السعوديين جيداً؛ كي يفهما حقيقة مواقف المملكة.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد