عماد الدين أديب
أخيراً حكومة جديدة في لبنان!
في 25 مايو 1925، تشكلت أول حكومة لبنانية، أي منذ مئة عام بالتمام والكمال.
ولم تعرف الحكومات اللبنانية، ولا الرئاسة فراغاً سياسياً، أي تكون البلاد والعباد بلا رئيس أو حكومة، إلا في عهد السيطرة الثنائية للنظامين الأمني السوري والعسكري الإيراني.
وبالضربات العسكرية والأمنية التي تلقاها حزب الله، وسقوط النظام الأسدي في سوريا، نجحت قواعد المعادلة الإقليمية التي كانت تفرض على «لبنان المدني المنفتح» ممارسة السياسة بمنظور متخلّف، فاسد، تابع، منزوع السيادة الوطنية، بعيد ومضاد عن مصالح محيطه العربي.
الآن باختيار رئيس سيادي، ورئيس وزراء محترم ومستقل، معروف عنه النزاهة والاستقامة والعلم، يدخل لبنان مرحلة جديدة.
24 وزيراً، فيهم خمس نساء، يمثلون نخبة محترمة، مزيج ما بين الخبرة السياسية والتاريخ والخبرة في مجال المال والأعمال والإدارة، كل ذلك ينبئ بمستقبل قريب مطمئن.
الخوف كل الخوف أن تمارس كتلة «ممانعة إسرائيل» لعبها في ممانعة الإصلاح والاتفاق المنشود عبر تعطيل حركة التطوير والتحديث واقتلاع الفساد.
أول مئة يوم سوف توضح لنا هل فهم حزب الله سياسياً أن المعادلة تغيّرت بالفعل، ولا عودة إلى الماضي، أم ماذا؟!