: آخر تحديث

تصريحات غير مسؤولة

7
7
6

موسى بهبهاني

بعد مرور 16 شهراً على العدوان الجائر على قطاع غزة والذي راح ضحيته عشرات الآلاف من الشهداء، وبعد الدفاع المشرّف من المقاومة عن أرضهم المغتصبة، وبعد فشل العدوان الصهيوني من تحقيق أهدافه، توقف العدوان وانكشفت حقيقة هذا الإجرام الصهيوني الذي لا مثيل له في تاريخنا المعاصر.

و بدأت الحملات العدوانية الصهيونية على قطاع غزة بتصريحات غريبة!

الولايات المتحدة الأميركية بلد الأحلام والفرص والحريات ومنارة إقرار حقوق الإنسان والسلام والديمقراطية في العالم، إلا أن الرئيس الجديد قد جانبه الصواب في تصريحات عدة له، نسلّط الضوء على بعضها:

1/ الإعلان عن خطة لتهجير سكان غزة، وإعادة إعمار القطاع تحت إدارة أميركية!

فتلك الخطة تقضي بنقل وتوطين السكان الفلسطينيين أصحاب الأرض إلى دول أخرى، وتسليم إدارة القطاع للولايات المتحدة من أجل إعادة إعمار القطاع وتحويله إلى ما وصفه الرئيس ترامب بـ«ريفييرا الشرق الأوسط»،

وأضاف بأن هذه الإجراءات ستجلب الاستقرار للمنطقة!

وأشاد الصهيوني «النتن» بالفكرة قائلاً: إنها «تستحق المتابعة»! بل وصل التجاسر بهم بأن يصرّح هذا الأخير بإمكانية إقامة دولة للفلسطينيين على أراضي المملكة العربية السعودية بعد أن قام الصهاينة دون حق وبكل صلافة بتوزيع الفلسطينيين أصحاب الأرض على الدول المجاورة! وكأنهم ليسوا بغاصبين ولا بمعتدين! وأن الأرض والناس تحت إمرتهم دون أدنى مراعاة للحقوق الفطرية.

وكشف وزير الدفاع الصهيوني عن خطة تسمح بتنفيذها وبما سماها (الهجرة الطوعية) للفلسطينيين عبر المعابر الجوية والبرية والبحرية، بدعوى (تحقيق رفاه سكان غزة وتأمين إسرائيل)!

2/ إصدار أمر تنفيذي بفرض عقوبات على القضاة في المحكمة الجنائية الدولية! بسبب إصدارها مذكرتي اعتقال بحق رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو، ووزير دفاعه المُقال يواف غالانت! بسبب الجرائم والتي راح ضحيتها عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين صغاراً وكباراً.

وتضمن القرار فرض عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية تشمل تجميد الممتلكات والأصول ومنع دخول أعضاء المحكمة وأفراد أسرهم ووكلائهم إلى الولايات المتحدة؟

ومن هنا يتضح بأن الحرية تسمح بانتقاد الكونغرس والرئيس والحزبين الديمقراطي والجمهوري ولكن لا تسمح بالتعرّض للكيان الصهيوني!

هل توقعوا منا السكوت والقبول بكل ما ذكر؟

الموقف الفلسطيني في غزة:

ندّدت حماس بالخطة الاستعمارية الجديدة، واعتبرتها بمثابة (إرادة معلنة لاحتلال القطاع) ودعت إلى عقد قمة عربية طارئة لمواجهة ما اسمته (مشروع التهجير).

وأضافت بأن (غزة ليست للبيع، ولن يغادرها سكانها).

الموقف في الضفة الغربية:

انطلقت احتجاجات غاضبة رفضاً لسياسة فرض الواقع الجديد عبر التهجير وفرض الحلول غير المنطقية، وأكدت السلطة الفلسطينية أن أي تهجير جماعي هو بمثابة «إعلان حرب»، محذرة من تبعات كارثية على المنطقة برمتها.

الموقف فى جامعة الدول العربية

وكان رد الفعل الحازم في العالم العربي حيث تداعى وزراء الخارجية العرب على عقد اجتماع أعلنوا فيه رفضهم أي مساس بالثوابت الفلسطينية، والتأكيد بأن تصريحات الرئيس ترامب، بشأن تهجير الفلسطينيين مرفوضة عربياً ودولياً ومخالفة للقانون الدولي.

وشدّدت على أن ثوابت القضية الفلسطينية تظل محل إجماع عربي وأهم هذه الثوابت حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة، وأكدت بأن قطاع غزة والضفة الغربية يُشكلان معاً إقليم الدولة الفلسطينية المستقبلية فى إطار حل الدولتين من دون فصل بينهما، داعية إلى التمسك بحل الدولتين كخيار لا بديل عنه، مع المطالبة بضرورة إيجاد تسوية سياسية شاملة للقضية الفلسطينية.

ختاماً،

أمام هذه المواقف الصعبة وأمام الغطرسة الصهيونية، فإن الموقف العربي بحاجة إلى توحيد الصفوف، وأن تعي الأمة العربية بأنها مستهدفة خاصةً بعد الإعلان عن خطط عدة لإعادة تقسيم الشرق الأوسط التي يحلمون بها، والتي تعني المزيد من التوسع والعدوان على دول وشعوب المنطقة بدعم من القوى العظمى.

ولا بد من اتخاذ موقف عربي أشد وقعاً وتأثيراً يكون على مستوى الجامعة وبإجماعها وتصعيد الأمر إلى مستوى دولي كطرحه عاجلاً على مجلس الأمن، لاسيما وأن الجزائر عضو في مجلس الأمن حالياً، بل ترأست المجلس في يناير الماضي.

نستذكر الموقف العربي والإسلامي الموحد الذي اتُخذ لمواجهة المد الإسرائيلي والدول الداعمة له، بحظر بيع النفط الخام فى حرب أكتوبر 1973 مما كبدهم خسائر اقتصادية كبيرة.

{ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ }

اللهم انصر الإسلام والمسلمين

واخذل الكفار واليهود والظالمين

اللهم أرنا في اليهود وأحلافهم وأعوانهم نكالاً يارب العالمين.

اللهم احفظ الكويت آمنة مطمئنة، والحمدلله رب العالمين.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد