حمد الحمد
قبل سنة قال لي ابني، حفظه الله، إن هناك في أميركا ضجة بعد أن ظهر تطبيق أو برنامج اسمه الذكاء الاصطناعي. وسألت ما فائدته، فقال: «لا حاجة مثلاً أن تكتب قصة أو قصيدة، فقط اطلب من ذلك البرنامج أن يكتب لك».
هنا قلت له «لنجرب». وكان في بدايته باللغة الإنكليزية، وقلت «ليكتب لنا قصة قصيرة عنوانها البطة التي سبحت في النهر».
وفعلاً وصلتنا خلال دقيقة قصةً بصفحة واحدة عن تلك البطة، وطلبت في الموضوع نفسه، أن يكتب لنا قصيدة. وفعلاً وصلتنا قصيدة عن بطتنا التي سبحت بالنهر من 20 بيتاً... انبهرت بهذا الذكاء الاصطناعي وتخوفت منه ولم أُحمله في هاتفي ليومنا هذا.
جهة ما في مواقع التواصل، رحبت بفتح السياحة للجميع لزيارة الكويت، وهذا شيء طيب، إذ إن اكتشاف بلدنا يمنحه موقعاً أفضل، لكن تلك الجهة أثارت سؤالاً مستحقاً، وهو أن هناك بنداً يسمح للأقرباء من الدرجة الثالثة والرابعة بزيارة الكويت.
هنا أيضاً أنا استعصى علي الفهم، فأعرف الأقرباء من الدرجتين الأولى والثانية، لكن الثالثة والرابعةً صراحة لا أعرف؟
لهذا دخلت غوغل وطلبت التفسير «من هم أقرباء الدرجة الرابعة»؟ ووصلني الرد في الحال وفيه: «الذكاء الاصطناعي يقول إن الأقرباء من الدرجة الرابعة هم أبناء الأعمام والعمات وأبناء الأخوال والخالات».
هنا أشفقت على الموظف الذي سيقوم بالموافقة على فيزا جون ديسوزا الذي طلب فيزا لبنت خالته ماريا ديسوزا... السؤال، كيف يتأكد الموظف أن ماريا بنت خالته فعلاً؟ أو أن مواهب بنت عمة حسنين، فعلاً أشفق على موظفنا!
والله من وراء القصد!