: آخر تحديث

اللهم ألحقنا بالصالحين

2
2
2

موسى بهبهاني

قال المولي عزوجل في محكم كتابه:

«وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِن ثَمَرَةٍ رِّزْقًا قَالُوا هَٰذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِن قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ».

وقال أيضاً: «وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِي الصَّالِحُونَ، إِنَّ فِي هَذَا لَبَلاغاً لِقَوْمٍ عَابِدِينَ».

المولي عزوجل يبشر المؤمنين الصالحين بأن لهم جنات تجري من تحتها الأنهار.

ومن الأدعية المأثورة:

اللهم أهل الكبرياء والعظمة، وأهل الجود والجبروت، وأهل العفو والرحمة، وأهل التقوى والمغفرة.

اللهم إني أسألك خير ما سألك به عبادك الصالحون، وأعوذ بك مما استعاذ منه عبادك الصالحون.

ويذكر المولي عزوجل ادعية الأنبياء:

1 - إبراهيم الخليل:

«رَبِّ هَب لي حُكمًا وَأَلحِقني بِالصّالِحينَ».

2 - زكريا عليه السلام:

«فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَىٰ مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًاوَنَبِيًّا مِّنَ الصَّالِحِينَ».

3 - يوسف الصديق:

«رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ».

4 - سليمان الحكيم:

«وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ».

5 - سائر البشر:

«وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا».

6 - «وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ».

والسؤال من هم عباد الله الصالحون؟

- نسأل المولي عزوجل بأن يشملنا مع عباده الصالحين.

هناك العديد من الأحاديث النبوية التي تتحدث عن الإمام الحسين عليه السلام، وتبرز مكانته ومنزلته عند النبي محمد صلى الله عليه وسلم، نذكر منها:

- (حسين مني وأنا من حسين).

- (الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة).

- (من أحب الحسن والحسين فقد أحبني، ومن أبغضهما فقد أبغضني).

- (الحسن والحسين ريحانتاي من الدُّنيا).

- ففى آخر وصية للنبي الأكرم، صلى الله عليه وسلم، ذكرها القرآن الكريم لنا:

«قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى».

فلاشك ولاريب الحسين حبيب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن لنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم، أسوة حسنة، بأن نظهر المحبة لأهل بيته الكرام.

فنحن لم نلتق بالحبيب المصطفي محمد صلى الله عليه وسلم، إنما مودتنا له ولأهل بيته حية فى قلوبنا، ولهم المحبة الصادقة والاقتداء بهم، كما نفرح لفرحهم ونحزن لحزنهم.

الأمواج البشرية

وهنا نحن فى العشرين من شهر صفر (أربعينية الإمام الشهيد الحسين عليه السلام)، والذي يوافق مرور 40 يوماً على استشهاده، يحزن عليه محبيه فى شتى دول العالم، فيتوافد إليه الملايين لإحياء ذكري فاجعة كربلاء يوم استشهاد الإمام وأهل بيته وأصحابه المنتجبين.

- تخرج مواكب العزاء في مثل هذا اليوم من كل أنحاء العالم إلى أرض كربلاء حباً ومودة للحسين الشهيد، مشياً على الأقدام العوائل والشيوخ والأطفال وذوو الاحتياجات الخاصة بل ومن غير المسلمين من ديانات العالم كافة، إذ يقطع بعضهم ما يزيد على 500 كيلومتر مشياً على الأقدام.- ويقوم أهالي المدن والقرى المحاذية لطريق الزائرين بنصب (خيام كبيرة) ويفتحون بيوتهم لاستراحة الزوّار وإطعامهم معتبرين ذلك تقرباً إلى الله ومودة لآل البيت وهذا مظهر من مظاهر المودة.

ونستذكر كلمة الإمام الشهيد عندما قال ما خرجت أشراً ولا بطراً ولا مفسداً وإنما خرجت لطلب الإصلاح فى أمة جدي.

وللعلم، زواره ليسوا مقتصرين على فئة أو طائفة بل توجهت حشود الملايين من كل أقطار العالم نحو قبلة عشاق الحرية والعزة والكرامة والتي تجاوزت أعدادها الـ21 مليون زائر، فلا نتمكن بأن نصف زيارة الأربعين فهي خارج المألوف، لم نشاهد جمعاً وطوفاناً بشرياً يقوم به الفقراء بإطعام الأغنياء، جموع مليونية تسير نحو تلك البقعة الصغيرة من دون كلل أو ملل، مشياً تحت وطأة الحرارة العالية دون كلل أو ملل بل يقبلون بود ومحبة لزيارة شهيد كربلاء، فالحسين أجمع على محبته الجميع.

مَلايينُ مِنْ كُلِّ الْبِلادِ تَوافَدُوا

مُعَزِّينَ فيها والْمُعَزَّى مُحَمَّدُ

فحارَتْ بِهَا الْأَفْكارُ مُنْذُ انْطِلاقِها

ففي كُلِّ عامٍ حُزْنُها يَتَجَدَّدُ

- هي قصة لأحداث مؤلمة لم ولن تنسى على الرغم من مرور السنوات الطويلة، فهي إحياء لذكرى نصرة الإمام المظلوم سيد شباب أهل الجنة، الشهيد في كربلاء الإمام الحسين بن علي عليه السلام.

وحري بنا كمسلمين أن نجدد هذه الذكرى الأليمة، فهي مواساة للرسول صلى الله عليه وسلم، ولأهل بيته الطاهرين، فالمسلم يحتاج إلى شحنة إيمانية مرتبطة بالرسول صلى الله عليه وسلم، وهذه خير ذكرى.

السَّلام عَلَى الحُسَيْن

وَعَلَى عَليِّ بْنِ الحُسَيْنِ

وَعَلَى أوْلادِ الحُسَيْنِ

وَعَلَى أصْحابِ الحُسَين

اللهم احفظ الكويت آمنة مطمئنة، والحمد لله رب العالمين.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد