سهوب بغدادي
كل عام وأنتم بخير، كما عودتكم في كل عام أن أنقل لكم انطباعي عن معرض الرياض الدولي للكتاب وأبرز ما يحويه من النوادر والغرائب، إضافةً إلى الكتب ودور النشر التي شدت انتباهي، حيث كانت تجربتي هذا العام فريدةً من نوعها باعتبار أنّ وجهتي وأهدافي من رحلة البحث عن الكتب اختلفت جذريًا، فقبل أشهر قليلة التحقت ببرنامج الدكتوراه في اللغويات التطبيقية بجامعة الملك سعود -ولله الحمد- بعد رحلة شاسعة من المحاولات الحثيثة والتقديم اللامتناهي لمدة عشر سنوات، في هذه المناسبة، رافقتني زميلة المرحلة الأستاذة أثير السبر بهدف البحث عن مراجع مفيدة من دار جامعة الملك سعود، وبالطبع وجدنا ما نريد وأكثر من الكتب والمراجع القيمة المترجمة إلى العربية التي تشهد إقبالًا ملحوظًا من المهتمين والمثقفين والأدباء وأقرب شاهد على ذلك، لقائي بالإعلامي القدير الأستاذ عبدالله الحسني الذي أثنى بدوره على نتاج جامعة الملك سعود وأكد لي حرصه الدائم على اقتناء الكتب المتميزة منها، كما لفتتني دار تدعى إدراك المعرفة للنشر والتوزيع، وتمكنت من لقاء صاحبها الأستاذ مهند الهويدي، الذي شرح لي سير عملهم والخطوات الطويلة لإخراج الكتاب كالتدقيق والترجمة وعملية اختيار المترجم الملائم للموضوعات، والأهم من ذلك أنه يشرف على جميع الخطوات بنفسه، وفي ذات الموقع، التقيت بالكاتب هشام العبيلي مؤلف كتاب نثالة الكتب، الذي يتضمن خلاصة 77 كتابًا متنوعًا من شتى المجالات ويمثل مراجعة سريعة لكل قارئ يرغب بفهم فكرة الكتاب الذي يعتزم قراءته، وككل عام لا تخلو زيارتي للمعرض من تحري تواجد مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية والذي من خلاله قدم معرضا خاصا بالطفل ومنصة متكاملة للخطابة وأركانا بهية التصاميم وفعاليات لافتة يصحبهم فيها سيد نقطة، الشخصية المحببة للأطفال، ومن ناحية متصلة، أحرص كل الحرص في أغلب جولاتي داخل وخارج المعرض أن أشهد أنشطة وزارة الثقافة وهيئاتها، فكان هناك ركن بعنوان الثقافة والمستقبل الأخضر التي أطلقها صاحب السمو الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان وزير الثقافة بالتعاون مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم «الألكسو»، وجامعة الدول العربية، إذ تهدف المبادرة إلى رفع الوعي بآثار وتداعيات التغيرات المناخية وتحدياتها وطرق التعامل معها، من هنا، أسهب الأستاذ بدر الحربي في الشرح بكل شغف حول المبادرة التي أطلقت عام 2022 ومازالت مستمرحتى عامنا هذا، كما أهداني الأستاذ فراس محمد قلمًا خشبيًا يحوي بذورًا صالحة للزراعة، فلهما جزيل الشكر، كذلك، تبرز هيئة المسرح والفنون الأدائية التي لطالما انخرطت معها في مختلف البرامج الأدائية الرائعة بتواجدها خلال الأعوام الماضية في المعرض لتقديم أهم الفعاليات كإقامة الحفل الختامي لتكريم الفائزين في مشروع التأليف المسرحي.
في ختام اليوم، شعرت ورفيقتي بالجوع فوجدنا في المساحة الخارجية عربة لهيئة فنون الطهي تقدم عددًا من الأطباق الوطنية للسعودية من أبرزها الرقش من نجران، والمغش من جازان، والكليجا من القصيم، حقًا، إنها تجربة فريدة في مكان استثنائي يجمع بين العقول والقلوب في آنٍ واحد.