لا يهم ماضيك، غناك او فقرك، عقيدتك أو دينك، وبغض النظر عن العمر أو الجنس أو الهوية، او نوع ما تتعاطاه، أي شخص يستطيع الانضمام إلينا.
مجموعة من المدمنين المتعافين في الكويت، رجالاً ونساء، يجتمعون بانتظام ليساعد بعضهم بعضاً للبقاء قريبين من بعضهم، مساندين وداعمين بعضهم البعض.. للاستمرار بالتعافي من المخدرات بكل انواعها، ومقاومة الرغبة بمعاودة التعاطي لأي نوع من انواع المخدرات.
في لقاء حضرته مع كل المنضمين إلى هذه الزمالة وذويهم، وبعض الداعمين لرسالتهم ومساندين لأهدافهم من المسؤولين وغيرهم ومشجعين لهم، في احتفالهم بمرور 30 عاماً على تأسيس «زمالة المدمن المتعافي».
كان حضور هذه الاحتفالية من المدمنين المتعافين من الشباب والشابات، من الكويت وبعض دول الخليج والدول العربية، مفعماً بالأمل والسعادة لما حققوه من نتائج بعد انضمامهم لهذه الزمالة واستمرارهم معها سنوات متفاوتة من شخص لآخر.
وجوههم ضاحكة مبتسمة، وكأنهم يقولون بأعلى الصوت، كلنا فخر لأننا تعافينا من آفة ومرض، وها نحن نحتفل معكم بنجاح هذه الزمالة، التي التقطتنا من آلام وأوجاع ومشاكل أقحمنا بها أنفسنا وأهلنا أيضاً، في لحظة ضعف لم نستطع مقاومتها، بعد أن أحاطتنا شباك ظروف قاسية مررنا بها، أو تأثير رفقاء السوء.
في عرض لكل تفاصيل هذه الزمالة، جاءت هذه العبارة لتلخّص رسالة وهدف الزمالة: «لأول مرة يثبت أسلوب بسيط نفسه في حياة كثير من المدمنين، انه برنامج زمالة المدمنين المجهولين». دوّى تصفيق عال.. وشعرت بسعادة وحماسة تندفع من عيون أغلب الحاضرين، وكأنهم يقولون نعم وألف نعم.
رسالة هذه الزمالة «الأمل والوعد بالحرية»، فالعضو الجديد هو أهم شخص في كل الاجتماعات، التي يكون بعضها مفتوحاً لغير المدمنين كمستمعين.
زمالة المدمن المتعافي تأسست عالمياً 1953، وبالكويت عام 1994.
رؤية الزمالة انه «في يوم من الأيام.. تتاح الفرصة لكل مدمن في العالم.. تجربة رسالتنا باللغة والثقافة الخاصتين بهما، وإيجاد فرصة وأسلوب جديد للحياة».
هدف الزمالة «الأمل ووعدنا الحرية»، «30 عاما من حمل رسالة التعافي لهذه الزمالة والرحلة تستمر».
هذه الزمالة هي مجتمع لا يسأل عن تحقيق الربح، مجتمع هدفه مساعدة رجال ونساء أصبحت المخدرات مشكلة رئيسية لهم، مدمنين متعاطين «يساعد بعضنا بعضاً كي نبقى ممتنعين عن تعاطي المخدرات».
الرسالة: أي مدمن يمكن التوقف عن تعاطي المخدرات، وان يفقد الرغبة في تعاطيها، لأن هناك طريقة جديدة في العيش، وكل مدمن يجب أن يكون قادراً على التعبير عن آلامه من دون أحكام.
مجموعات من المتعافين أو الراغبين بالتعافي من الإدمان، يجتمعون بشكل دوري لتبادل التجارب والمشاكل والهموم، وليسند أحدهم الآخر، ويدعمه في كل الأوقات، وخاصة عندما تلح عليه رغبة معاودة التعاطي، وخوفاً من الضعف والعودة إلى الوراء.
50% من الملتحقين بزمالة المدمن المتعافي هم في مستوى الثانوية العامة وأقل، ومن هم أقل علمياً بلغت نسبتهم %20، أما حملة البكالوريوس فبلغت نسبتهم %16.
الذكور من المنضمين لزمالة المدمن المتعافي %83 والباقي إناث.
أما الأعمار فمن هم في العمر ما بين 26 و35 عاماً بلغت نسبتهم %29، أما من أعمارهم ما بين 36 و45 عاماً فنسبتهم %15.
تعرفون ما هي المشكلة التي يعاني منها هؤلاء التائبون المتعافون؟ ان المجتمع، وللاسف، ما زال يخافهم ويتحاشاهم ويخجل منهم، وان تحسّن الوضع كثيرا الآن، إلا انه ما زال موجوداً، حتى وإن كانوا راغبين وبشدة في حياة صحية، متعافين أصحاء.
المدمن مريض وليس مجرماً، والتعامل معه يحب ان يكون بالعلاج، وليس العقاب بالحبس.
عاشوا فترة من الزمن في احتياج شديد لغرف يجتمعون بها، ليسند ويدعم بعضهم بعضاً، ويتحاورون وفق برنامج واضح له بداية وله نهاية.
أتمنى من كل قلبي أن تلتفت الحكومة بكل جهاتها، صاحبة العلاقة، إلى هذه الفئة التي أعلنتها بوضوح وبصوت عال وبكل شجاعة، انها راغبة بالتوبة والعودة للدرب الصحيح، والتعافي من سموم حطّمت حياتهم وحياة ذويهم.
تواصلوا معهم ووفّروا لهم كل احتياجاتهم.
أعطوهم كل انواع الدعم والتسهيلات والتقدير والحب، في هذه المرحلة.. أفضل ألف مرة.. قبل ان يّزجوا بالسجون.
لابد ان نعترف بأن السجون بشكل عام تؤتي بالنتائج المرجوة، حتى ان بعض الحالات قد تؤدي إلى نتائج غير مرجوة، ناهيك عن غيابهم عن محيط أسرهم ومجتمعهم.
المتعاطي والمدمن على المخدرات ضرره على نفسه وأسرته، أما المدمن على الفساد، فضرره أوسع وأشد على المجتمع والوطن كله.
لو كانت هناك زمالة للتعافي من الفساد، يعلم الله كم إنسان يجب ان ينضم إليها في مجتمعنا، في ظل الفضائح التي برزت بعد فتح ملفات الفساد في كثير من الجهات.
***
من لديه مرض الإدمان أو المخدرات، يمكنه الاتصال للمساعدة على هاتف 94087800.
إقبال الأحمد