: آخر تحديث

حساب «المرور» بـ X !

2
2
2

خالد السليمان

بدأ حساب «المرور» مدعوماً بحساب «وزارة الداخلية» على منصة X (تويتر)، نشر رسائل توعوية حول الأخطاء التي يرتكبها سائقو المركبات، وما يترتب عليها من تهديد للسلامة المرورية إضافةً إلى الغرامات المالية !

هذه الخطوة اللافتة، بما تميزت به من جودة وابتكار في المحتوى للوصول بالفكرة إلى المتلقي ببساطة وتحقيق الأثر المطلوب، تؤكد أن الهدف الأساس من الأنظمة المرورية هو حث السائقين على تفادي ارتكاب المخالفات، لا مجرد تسجيل الغرامات !

والقاعدة الأساسية في العلاقة بالقانون وممثليه، هي: لا ترتكب أي مخالفة أو جريمة، ولن يكون عليك أي مستمسك. وكما يقول المثل الشعبي: «لا تبوق لا تخاف»، وبالتالي لا ترتكب أي مخالفة مرورية، ولن يكون لأحد عندك ريال واحد !

وقبل عدة سنوات، حين زادت الشكوى من مخالفات «ساهر»، كتبت مقالاً أدعو فيه جميع السائقين إلى التضامن في حملة عامة لـ«تفليس ساهر» بعدم ارتكاب المخالفات والالتزام بأنظمة وقواعد السلامة المرورية، والحقيقة أن المسألة ليست تفليساً لساهر أو إغلاقاً لصنبور تحصيل الغرامات، بقدر ما هي حفاظ على أرواح البشر وسلامة أجسادهم !

ولعل أكثر الجهات فرحاً بإحصاءات تناقص الحوادث المرورية وأعداد الإصابات والوفيات الناتجة عنها هم رجال «المرور» أنفسهم، والجهات الرسمية التي تضع هدف السلامة فوق كل اعتبار، بينما ينظر المجتمع إلى من يقودون مركباتهم بتهور أو يتعمدون ارتكاب المخالفات كقطع الإشارات، والسير على أكتاف الطريق، وتجاوز السرعة النظامية، على أنهم خطر يهدد سلامة الأنفس والأحباب، ويحول طرقنا إلى مصائد للموت والإصابات !

ورغم أن الدولة فتحت أبواب التوبة لمرتكبي المخالفات الذين تراكمت عليهم الغرامات، ووضعت برامج تسوية مرنة، وأوجدت آليات سداد مخفضة، إلا أنني أرجو أن تتضمن ـ أمام عجز البعض عن السداد ـ عرض الإعفاء مقابل الالتزام بعدم ارتكاب المخالفات لمدة زمنية محددة وطويلة. ففي النهاية الهدف هو خلق وترسيخ ثقافة الالتزام بالقانون !

باختصار.. الحملات التوعوية الذكية واستغلال منصات التواصل الاجتماعي خطوة مهمة ومحمودة على طريق حفظ الأرواح وسلامة الأبدان !


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد