سهوب بغدادي
تنوعت الأدبيات والفلسفيات حول السعادة ومفهومها وأبعادها وأنواعها وطرق استجلابها، إذ توصف السعادة بالشعور الداخلي العميق بالفرح وينافي ذلك الشعور باللذة الحسية المستندة على المتعة الصرفة، كما توجد أنواع من السعادة ولها سمات، كالسعادة المعدية، والمزيفة، والسامة، والمؤقتة، بغض النظر عن المسميات والعناوين فجميعنا نبحث عن السعادة، ونتحيّن مواضعها، إلا أنّ عملية البحث أو الانتظار قد تصيب الإنسان بالإحباط، بل قد يصاب البعض في رحلة البحث بالتقاعس عن أهدافه الأساسية ذات الأولوية، هناك قاعدة في غاية الأهمية، ألا وهي «عدم الشعور بالسعادة لا يعني التعاسة»، فلو استشعر الإنسان ذلك لوفر على نفسه الكثير من المعاناة المديدة والتخبط الجلي في مواطن حياته، بحسب مؤلفة كتاب «قوة الدهشة» «مونيكا باركر» أنّ السعادة قد تكون سامة في حين تقويضها مضجع الإنسان، وشددت على أنّ «الدهشة» أولى من السعادة لكي نبحث عنها، وأقول هنا إنّ الدهشة تأتي بمعنى التأمل بمعناها الأقرب، عن طريق التوقف هنيهة، والتناغم مع معطيات الطبيعة والمجتمع والمعرفة والأهم التخلي عن السعادة بمفهومها التقليدي، فإن الإنسان بحاجة إلى محفزات عديدة مختلفة التأثير على حواسه لكي يشعر بالحياة، بلا ريب، تختلف طرق البحث عن الدهشة من صغيرها لكبيرها، سواء كان ذلك في بديع صنع الله جل في علاه، أم في رحلة لمكان بعيد، أنت تعي تمامًا احتياجك وكيفية تحقيقه، والأكثر أهمية هو الشعور بالرضا الداخلي المنعكس خارجيًا على عالمك.
«البحث عن السعادة أحد مصادر عدم السعادة»
- إريك هوفر