: آخر تحديث

ميلانيا لبوتين... جرّة قلم!

3
3
3

فتاةٌ وُلدت في جمهورية سلوفينيا، التي كانت في عالم الانقسام بين شرق شيوعي اشتراكي وغرب ديمقراطي رأسمالي جزءاً من جمهورية يوغسلافيا، ضمن المحور السوفياتي.

الفتاة السلوفينية ميلانيا وُلدت عام 1970 وعاشت زهرة شبابها في ذروة الحرب الباردة بين أوروبا شرقية منضوية في حلف وارسو، وغربية ضمن حلف الناتو، وعليه فقد خبرت شخصياً، ومن خلال محيطها الاجتماعي، شرور الحروب والانقسامات المحلّية بسبب الصراعات السياسية الكُبرى.

الفتاة التي صارت شابّةً جميلةً، وعارضةَ أزياء عالميةً، وصلت بها الرحلة إلى أميركا، بعدما اكتشفها في أوروبا رجل الأعمال الأميركي، ورجل العروض الكبرى، حينها - وما زال - الرئيس الأميركي الحالي دونالد ترمب، الذي تزوجها لاحقاً، بعد زوجته الأولى، وأنجب منها نجله بارون.

ميلانيا بعثت مع زوجها رسالةً خاصّةً لسيّد روسيا الاتحادية وريثة الاتحاد السوفياتي، فلاديمير بوتين، الذي شارك زميله الروسي قمّة ألاسكا الكبيرة قبل أيام، بعد قطيعة سنوات.

نقلت وكالة «رويترز» عن مسؤولين في البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب سلّم نظيره الروسي خلال لقائهما في ألاسكا رسالة من زوجته ميلانيا.

قالت ميلانيا ترمب في رسالتها تلك ونقلت شبكة «فوكس نيوز» مقتطفات منها: «بحمايتك لبراءة هؤلاء الأطفال، لن تخدم روسيا وحدها بل ستخدم البشرية جمعاء. أنت سيد بوتين قادر على جعل هذه الفكرة حقيقة بجرّة قلم اليوم».

ونقلت الشبكة أن بوتين اطلع على الرسالة بحضور الوفدين الأميركي والروسي خلال قمة الولايات المتحدة وروسيا في أنكوريج بألاسكا. وأشارت «فوكس نيوز» إلى أن ميلانيا أكّدت في رسالتها أن مسألة حماية الأطفال «تتجاوز أي خلافات بشرية»، و«تفوق الجغرافيا والحكومات والآيديولوجيات».

وجاء في الرسالة أيضاً التي حصلت عليها الشبكة: «كأهل، علينا أن نُغذّي آمال الجيل القادم. كقادة، يجب أن ندعم أطفالنا، وهذا يتجاوز راحة القِلّة. بلا شك، يجب أن نسعى لخلق عالم تسوده الكرامة للجميع، حيث تستيقظ كل روح في أمان، ويحمي المستقبل نفسه بشكلٍ وطيد».

الحديث كان عن أطفالٍ تقول السيدة ميلانيا إنه تمّ اختطافهم في الحرب الروسية الأوكرانية.

قد يرى البعض في رسالة السيّدة الأميركية الأولى شحنةً من العاطفة الكثيفة، في عالمٍ سياسيٍّ يمور بالوقائع الخشنة، والحوادث الصعبة، عالمٌ «رجاليّ» قاسٍ، يمتهن فيه الرجال السياسة والإنسانية، يمتهنونها بشغفٍ وتتابع!

لكن من قال إن السياسة القويّة هي الخالية من المحتوى الأخلاقي؟!

ثم من قال إن السياسة في نهاية الأمر ليست سوى وسيلة لخدمة غاية أكبر، هي عاملة في بلاط المبدأ الأسمى، وليست سيّدة على المبدأ، فسياسة بلا مبادئ هي قوة غاشمة عمياء ظلماء، بلا روح ولا حياة.

المبادئ والأفكار الأخلاقية الكُبرى هي التي تكفل ديمومة ونجاح السياسات الصحيحة، وليس أسمى من حفظ الأرواح البريئة، خصوصاً أرواح الأطفال.

يقول أحمد شوقي:

أَحبب الطِفلَ وَإِن لَم يَكُ لَك

إِنَّما الطِفلُ عَلى الأَرضِ مَلَك


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد