المغالاة والمبالغات في الترحيب والتهليل، والتعبير عن الفرح والحزن، كلها محاولات رخيصة للتقرّب من الآخرين، لأنها مبالغات في غير مكانها الصحيح، ومحاولات لتجميل صورهم في عيون الآخرين، تلك الصورة المهزوزة التي تبحث عن حقيقتها.
المعادن الأصيلة لا تحتاج إلى التهليل المبالغ فيه، ولا إلى المبالغة في السواد والدموع، ولا إلى هستيريا الفرح والانبساط.
مثل الذهب، معدن أصيل مهما لمعت الأحجار المزيفة حوله، التي سرعان ما تنطفئ تحت أول نقطة ماء، العكر منها قبل الصافي.
بعض الناس يمرون في حياتنا، في أحاديثهم تجدهم يلمعون كالذهب، ومع العشرة ينطفئ هذا اللمعان ويبهت اللون، وآخرون لا تسمع منهم سوى ما قلّ ودلّ، الا انه في لحظات الجد تجد بريقهم يُعمي عينيك مع كل موقف.
مهما قلنا وتحدثنا عن أنفسنا، فإن قيمتنا تعكسها مواقفنا وتعاملنا مع الآخرين، وصدقنا وقيمة احترامنا لأنفسنا قبل احترامنا لغيرنا.
نحن لسنا سوى انعكاس لأفعالنا في أعين الناس، وليس ما نحكيه ونقوله ونردده عن أنفسنا.
إقبال الأحمد