سرى الخبر مثل عاصفة مكتومة: الأشقاء الأربعة (أبناء الأربعة، كما يُعرفون)، عثروا على كنز هائل في أرض المرج الملاصقة لأراضيهم. ولذلك، يحاولون شراءها بأي ثمن. لكنّ أصحاب الأرض الحقيقيين هاجروا إلى البرازيل منذ زمن. وآخر من رآهم، قال إنهم استقرّوا في أدغال الأمازون، وما عادوا يعرفون كيف يعيشون في الحواضر. ونسي الناس أمرهم إلى أن روى أحد «الأبناء الأربعة» لصديق له أنه سمع ذات ليلة صوت حفر وجزّ أعشاب، ورجالاً يتهامسون. حاول الاقتراب لمعرفة من يكونون، لكنهم عندما سمعوا صوت اقترابهم ذابوا في عتمة الليل.
في الليلة التالية، شكّلت مجموعة من الشبان فرقة معاول ومناجل، وتسلّلت إلى المكان المرصود. لكنها وجدت جماعة سبقتها، فتراجعت. إذن، إلى غدٍ.
في الغد، رسمت خطة تقضي بالتوجه باكراً مع الغياب أفراداً يجتمعون عند المكان المحدد. عندما بدأوا، صار كل واحد يلتقي باحثاً آخر سبقهم إلى الكنز. وكان على كل واحد أن يخترع حكاية تبرّر وجوده هناك.
من أجل التمويه، قرّر كل باحث تعليق التفتيش، والعودة بعد أسبوعين. وبعد أسبوعين تسلل كل واحد في هدوء، ليكتشف أن جميع رجال الضيعة قد سبقوه إلى موقع الكنز.
لم يعد أحد يفكّر في شيء سوى الكنز. وبسبب قرب الأراضي من بعضها، صار «أبناء الأربعة» يتظاهرون بالحراثة، أو بالزراعة في غير موعدها، ثم أقاموا بركة ضخمة تموّه تحركاتهم.
بعد عامين أو ثلاثة، شعر الجميع باليأس والملل. وكما بدأوا البحث واحداً بعد الآخر، توقفوا عنه الواحد بعد الآخر. لكنهم بدأوا عملية بحث من نوع مختلف: يريدون أن يعرفوا من هو ذلك اللعين الذي ضحك منهم جميعاً كل ذلك الوقت. وهذه أيضاً لم تعد ذات أهمية بعد حين.
مضت الضيعة في سبيلها. وذات يوم وصل إليها رجل قال إنه من البرازيل، وإن جده كان فلاناً. ورحّب الجميع به. وفي اليوم التالي أقاموا له عشاء تكريمياً. وألقى في الأحياء كلمة عاطفية قال فيها: إن أحواله المادية ساءت في البرازيل، فتذكّر أن جده كان يحدّثه دائماً عن قطعة أرض في الضيعة، جاء يبيعها.