: آخر تحديث

رسالة إلى وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية

2
2
2

عثمان بن حمد أباالخيل

أولت وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية اهتمامًا بالغًا برعاية كبار السن، حيث جرى إطلاق العديد من المبادرات لتحسين جودة الحياة ورفع مستوى الخدمات المقدمة لكبار السن في المجتمع بشكل عام، وفي دور الرعاية التي تشرف عليها الوزارة بشكل خاص.

فئة كبار السن ترتقي مكانًا متميزًا في قائمة أولويات واهتمامات القيادة الرشيدة، يظهر ذلك جلياً في سن التشريعات والقوانين التي تحفظ حقوقهم المادية والمعنوية والاجتماعية. كبار السن أكبر من مجرد مصطلح فهو ما يجدر بنا غرسه في هذا المجتمع؛ ليُصبح ثقافة سائدة بين كافة شرائحه.

كبار السنّ لهم منزلة بالقيام على حقوقهما لضعف شأنهما، ويؤكد ذلك قول الله تعالى: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا)، عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده - رضي الله عنهم - قال: «ليس منا من لا يرحم صغيرنا ويعرف حق كبيرنا»، رواه أبو داود والترمذي. أعجبني مصطلح جديد لهذه الشريحة الغالية من المجتمع في دولة قطر الشقيقة حين تم استبدال مصطلح كبار السن إلى مصطلح جديد وهو (كبار القدر). ليس لدي شك إنه مسمي لكنه يرفع شأن الإنسان ويساهم في الدعم الاجتماعي والأسري في تعزيز كرامة كبار السن ويحد من آثار المشكلات النفسية.

بهذا الصدد أبعث برسالة إلى الوزارة بالبحث عن مسمي جديد لهذه الشريحة وتعميمه بالطرق المتبعة، لعلي أقترح بعض المسميات كبداية للتفكير بهدف التغيير (الجيل الذهبي) و(رواد المجتمع) و(كبار المجتمع).

لا شك في أن (رواد المجتمع) كما أحب أن أسميهم من الرجال والنساء هم بركة الماضي وخيره، ورحيق الزمن الجميل، وعصارة أيام العطاء، والبناء، وهم الأساس في غرس أعمدة متينة في التفاني، والإخلاص، وهم من قدموا الكثير لهذا الوطن المعطاء كلن في مجاله. قناعتي الشخصية أن تغيير المسمى له دلالات كثيرة في المجتمع خصوصاً عند جيل وسائل التواصل الاجتماعي، والأهم عند الإنسان المُسن وكيف ستغير مشاعره الداخلية وإن لم يظهرها. إنها دعوة لمن نسي أو تناسى والديه أو أحدهما.. رفقاً بكبار السن فإنهم بزمن غير زمنهم الجميل.

همسة في أذن الأبناء والبنات لا تعرفون حجم الفرح والسعادة على الأجداد والجدات حين يُقبِلون ويضحكون ويلعبون مع أحفادهم من الذكور والإناث، إنهم يسترجعون ذكرياتهم معكم حين كنتم أطفالاً، إنهم يسعِدون مشاعرهم التي أصبحت شجرة عطشى لتروي عطشها من مرور السنين. كما يقال أحلى من العسل في بيت الجد والجدة، كل شيء متاح، وكل فعل مباح والأجمل أن يلقبوا بمسمي جديد يشرح صدورهم، إنها رسالة للوزارة أن تتبني مقترحي وتطرحه لإبداء الرأي.

إضاءة: (هم كبار في السن وغدًا نصبح كبار السن، وعلينا أن نفكر ونختار الاسم الذي نحبه لنشعر بالسعادة).


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد