: آخر تحديث

الجسر السعودي الإغاثي التاريخي لسوريا 2 - 2

4
4
4

علي الخزيم

- جاءت جسور الإغاثة السعودية المباركة بتوجيه كريم من لدن خادم الحرمين الشريفين -أيده الله- متزامنة مع فصل الشتاء، حيث تكون الحاجة لها ماسة ومُلحّة جدًا؛ مما جعلها بالغة الأثر والوقع على قلوب وأنفس الأشقاء هناك، وكانت بالفعل علامة فارقة يسجلها تاريخ المنطقة ويقدرها ويجلها كل عاقل منصف، وكنت قد تحدثت بالجزء الأول من هذه الكلمات المتواضعة بشأن جسور المَد والعون السعودي للأشقاء بسوريا عن نماذج الدعم وسرعة الاستجابة السعودية ومبادراتها الخَيّرة بهذا الاتجاه دومًا، وهنا تأكيد بأن سلاسل الدعم وقوافل المساعدات ستكون -بعون الله- مستمرة بلا حدود أو قيود.

- وفود وطواقم طبية صحية على مستويات مِهنية عالية توجهت إلى سوريا بتوجيه من القيادة الرشيدة لتفقد أوضاع المستشفيات هناك تمهيدًا لتأهيلها لخدمة الشعب السوري المتعطش لمثل هذه الخدمات، إذ وجدوا بالقيادة السعودية وشعبها خير معين على تجاوز مثل تلك المُعضلات بعد تدفق المعونات الأساسية العاجلة من غذاء وإيواء ووقود ونحوه، ويشعر الأخوة هناك الآن بالاطمئنان إلى قرب تحسن أوضاعهم المعيشية - بعد توفيق الله - والتِفات العيون والقلوب الرحيمة لهم ممثلة بحكمة وقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين، وهذا لا ينتقص من جهود الأشقاء وغيرهم بهذا الاتجاه.

- وأكد مسؤولون بمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية أن الجسر الإغاثي لسوريا سيستمر إلى أن تتحقق النتائج المرجوة، بإذن الله تعالى، وقد عبر مواطنون سوريون وعرب ومسلمون وحتى من جنسيات مختلفة من خلال وسائل التواصل عن الإعجاب والإكبار لهذا الدعم السريع السخي الأخوي من قيادة المملكة وشعبها للأشقاء ضمن جهودها الدائمة الخَيّرة بهذا المجال الإنساني؛ ومن طريف ما قرأت أنه قد وجِد ضمن المساعدات حصَّالة نقود بعث بها طفل سعودي دعمًا لأشقائه أطفال سوريا بداخلها (250) ريالاً سعودياً وورقة كتب عليها: سامحوني إن كان المبلغ قليلًا!

- وهذا نَص قرأته ضمن التعليقات على أخبار الجسر الإغاثي: (فرق كبير بين من ينشر ثقافة المحبة والسلام والرحمة والحضارة والبناء؛ ومن يتبنى وينشر ثقافة القتل والطائفية والدمار والإجرام وتجارة كل المحرمات، وللسعودية وأهلها أقول: حماكم الله وشكرًا من القلب)، وكتب آخر: (بلد توحيد ووطن عظيم وولاة أمر للخير أقرب وأصحاب أيادٍ بيضاء جعلها الله في ميزان أعمالهم والقائمين على هذه الأعمال؛ وجعلها الله سبحانه دافعة للبلاء عن البلاد السعودية وشعبها؛ وسببًا مباركًا في عز ورفعة الوطن وديمومة الأمن والأمان، اللهم آمين).

- الشعور الصادق بالوقوف مع من ألجأتهم الحاجة لطلب العون بصوره المتعددة شعور النبلاء والقادة الحكماء؛ لا يلتفتون لقول قائل أو تلميحات مغرض أو توجُّه منحرف عن جادة الصواب، فنحن (قيادة وشعبًا) أمة جُبلت على حب أعمال الخير والسعي إليها بكل أريحية وطيب نفس؛ برجاء المثوبة من رب غفور رحيم، وللعرب أقوال تؤكد هذه السجايا الحميدة، يقول أبو ماضي بقصيدته (الفقراء):

(انصر أخاكَ فإنْ فعلتَ كفيتَهُ

ذُلَّ السُّؤالِ ومنَّة البُخلاءِ

أذوي اليسارِ ومَا اليَسارُ بنافعٍ

إن لَم يكنْ أهلوه أهلَ سَخاءِ)


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد