: آخر تحديث

غزة المحاصرة هزمت الكيان الصهيوني المحتل

3
4
3

سلطان ابراهيم الخلف

«الهزيمة ليست مجرد خسارة في المعركة، بل خسارة للهوية والمستقبل».

صحيفة هآرتس الصهيونية.

ذلك هو اعتراف الكيان الصهيوني بهزيمته الكبرى في التاسع عشر من ينايرالجاري، وأصبح نضال الفلسطينيين مثالاً يحتذى في مقارعة الطغيان، فبعد 471 يوماً في مقاومة العدوان الصهيوني، انهارت إرادة الإرهابي نتنياهو، وقَبِلَ باتفاق وقف العدوان، ليقرّر سحب جيشه من غزة، بما في ذلك محورا نتساريم وفيلادلفيا، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية، وعودة المهجّرين، ومبادلة أسراه بآلاف المعتقلين الفلسطينيين، وإعادة بناء غزة فيما لم يحقق الكيان الصهيوني هدفه الرئيسي في القضاء على سلطة حماس، وإعادة احتلال غزة، وتحرير أسراه بالقوة.

ولم يعد الجيش الصهيوني ذلك الجيش الذي كان الإعلام يصوره على أنه أقوى جيش في المنطقة، فقد اهتزت صورته الرمزية أمام العالم، وبدا منهكاً، مشتتاً، وهو يتلقى الضربات الموجعة من داخل غزة وخارجها، وفقد سمعته كجيش نظامي عندما تحول إلى عصابات تقتل المدنيين، وتدمّر مساكنهم ومستشفياتهم ومدارسهم ومساجدهم وكنائسهم، وتمنع عنهم الغذاء والماء والدواء والكهرباء، من أجل انتزاع النصر، الأمر الذي فضح حقيقته أمام أنظار العالم، على أنه كيان تحكمه عصابة من السفاحين، لا تعترف بآدمية الإنسان ولا تحترم كرامته.

البروفيسور الأميركي جون ميرشايمر، في العديد من لقاءاته الحوارية بعد عملية طوفان الأقصى البطولية، أكد أن الجيش الصهيوني في ورطة كبرى، ولن يستطيع هزيمة حماس عسكرياً، لأن حماس مقاومة تناضل من أجل قضية عادلة لن تموت، وهي تحرير فلسطين. هذه الحقيقة لم يتفهمها السفّاح نتنياهو، كما لم يتفهمها الرئيس بايدن، الذي أعطى الضوء الأخضر للإرهابي نتنياهو على أمل القضاء على حماس، وتسبّب في توريط جيش الصهاينة في مستنقع غزة الصامدة، وصار متهماً مع الإرهابي نتنياهو في حرب الإبادة على غزة، مع وزير خارجيته اليهودي الصهيوني بلينكن، الذي كان يغطي على جرائم الإرهابي نتنياهو بالفيتو الأميركي، ويشجعه على مواصلة الحرب حتى القضاء التام على المقاومة الإسلامية حماس.

الرئيس المنتخب ترامب، صرّح بعد فوزه بالانتخابات بأنه لا يريد أن ينشغل بالحروب، وسيعمل على إنهائها، وقد كان مقتنعاً بأن سياسة بايدن في دعم الإرهابي نتنياهو في حربه على غزة كانت فاشلة، ولم تحقق أهدافها، مع صمود المقاومة الفلسطينية، وكان موقف ترامب في الضغط على الإرهابي نتنياهو وإلزامه بوقف حربه الفاشلة، مع توجيه شتائم فظيعة له، أمراً محرجاً للرئيس بايدن الذي بدا رئيساً ضعيفاً بين يدي نتنياهو، أراد ترامب بذلك أن يضع نتنياهو في حجمه الحقيقي، وهو ما دفع الإرهابي نتنياهو إلى الانصياع بقبول وقف حربه الفاشلة وما تشكله من أعباء مالية وعسكرية وسياسية على أميركا لا يمكن أن يقبل بها الرئيس ترامب صاحب شعار «أميركا أولاً».

هزيمة الإرهابي نتنياهو وانصياعه لاتفاق وقف الحرب ستكلفه كثيراً، سيلاحقه كابوس هزيمته العسكرية على غزة، وسقوط الآلاف من قواته بين قتيل وجريح، وتشريد عشرات الألوف من مستوطنيه، وخسائره الاقتصادية، كما تنتظره تهم بالفساد، والرشوة، قد تقوده إلى قضاء سنوات من حياته في السجن وهو يحمل لقب مجرم حرب تلاحقه مذكرة اعتقال من محكمة جرائم الحرب الدولية.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد