عبدالعزيز الفضلي
بعد توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في غزة يوم الأربعاء الماضي، والذي دخل حيز التنفيذ يوم الأحد. دار خلاف في وسائل الإعلام وعبر وسائل التواصل الاجتماعي، وفي المجالس حول من الذي انتصر بعد 471 يوماً من القتال: أهل غزة أم الكيان الصهيوني؟
وحتى تكون الإجابة موضوعية فعلينا أن ننظر إلى أيّ من الفريقين حقق أهدافه من الحرب.
منذ انطلاق معركة طوفان الأقصى حددت حماس هذه الأهداف، ومن أهمها: حماية الأقصى وإيقاف تهويده وهدمه، إيقاف قطار التطبيع، إعادة القضية الفلسطينية إلى الساحة بعد أن كادت تنسى، إطلاق الأسرى من الرجال والنساء في سجون الاحتلال الذين يعانون سوء المعاملة وفي مقدمتهم أصحاب المؤبدات، فكّ الحصار عن قطاع غزة، كشف حقيقة جيش الاحتلال والذي يفتخر بأنه الأقوى في الشرق الأوسط، وبأنه أوهى من بيت العنكبوت.
وحدد الكيان الصهيوني أهدافه من العدوان على قطاع غزة، ومن أهمها: القضاء على حماس، وإنهاء حكمها لقطاع غزة، إيقاف تهديد مناطق شمال غزة وإعادة سكانها إليها، تحرير كل الأسرى والمحتجزين لدى حماس بالقوة، تهجير أهل غزة. أعتقد بما لا يدع مجالاً للشك أن حماس والمقاومة هي التي حققت معظم أهدافها، بينما فشل الكيان الصهيوني في تحقيق أيٍّ من أهدافه.
الأمر الآخر، لنقارن بين ردات فعل الناس بعد الإعلان عن توقيع اتفاق وقف إطلاق النار لدى سكان غزة ولدى سكان تل أبيب. لقد رأينا الفرحة العارمة التي اجتاحت أهل غزة، وخروجهم والتفافهم حول المقاومة، وإطلاقهم الهتافات التي تمجد وتثني على المقاومة ورجالها وأبطالها.
بينما رأينا لدى الجانب الآخر البكاء والعويل، والانشقاق والشتائم الموجهة لحكومة الاحتلال، ونال (النتن) النصيب الأكبر منها!
لقد اعترف رموز الكيان بالهزيمة ومنهم بن غفير، وزير الأمن القومي، والذي قال: إنها صفقة استسلام.
كما صرح سموتريش، وزير المالية قائلاً: الصفقة كارثة على الأمن القومي الإسرائيلي.
وكتب الصحافي الإسرائيلي آلون مزراحي: «حماس لم تهزم إسرائيل وحدها، بل هزمت الغرب بأكمله، وغيّرت مسار التاريخ».
بل كتب أحد جنود الاحتلال على جدران أحد مباني غزة قبل انسحابه: «إن صفقة الهزيمة لا توازي 840 قبراً لقتلانا».
لذلك، لنشارك أهل غزة فرحتهم، ولنتفاءل بأن يكون طوفان الأقصى هو التمهيد لتحرير فلسطين والمسجد الأقصى بإذن الله، فما بعد الطوفان لن يكون كما كان قبله.
X: @abdulaziz2002