alyaum.com
الحرب الموضوعية
سالم اليامي
4–5 minutes
قد يثير العنوان البعض ليسألوا هل هناك حرب موضوعية، وأخرى غير موضوعية. على العموم لست أنا صاحب هذا التعبير حيث ينسب للسيد عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة في جمهورية السودان، وقائد الجيش السوداني، الذي غادر السودان لأول مرة في زيارة رسمية له في المنطقة، بدأت من مدينة العلمين المصرية، حيث التقى القيادة المصرية، وكان من أحد تصريحاته وخططه كقائد للجيش أنه قبل أن يتقدم أحد بحل، أو خارطة طريق لإنهاء الصراع الأهلي في السودان، والذي انطلق منتصف شهر أبريل الماضي، فإن عليه أن يتفهم موضوعية الظروف، والمسببات لهذه الحرب، ولهذا الصراع الذي شرد ملايين وقتل سودانيين وسودانيات ربما بالآلاف. وفي ظني أن السيد البرهان يقصد أنه يجب ألا توضع كفتا الطرفين المتصارعين على ميزان واحد، ويجب النظر إلى أن قوات الدعم السريع ميليشيا متمردة وخارجة عن القانون، والجيش هو الدولة والنظام وخيار المجتمع السوداني في تقرير قيادته. هذه الأفكار سبق أن ساقها الجيش، ومن أرسلوا لتمثيله في مفاوضات جدة، التي رعتها المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية عند انطلاق شرارة الصراع، ويضاف على ذلك رفض الجيش بقيادة البرهان، وعناصر عسكرية ويقال أخرى سياسية لها علاقة بالنظام السابق لأي حوار، أو مبادرة ما لم يصدر إدانة لسلوك قوات الدعم السريع.
- وتقول مصادر إن الأشهر الثلاثة الأولى من الصراع كان القاسم المشترك فيها طلبات الجيش وداعمين بإدانة واضحة لقوات الدعم السريع من أطراف حوار جدة، ومن الأمم المتحدة، ومن الجامعة العربية، ومن الاونكتاد، ومن الاتحاد الأفريقي. لكن ومع شديد الأسف لم يحصل شيء مما طلبه الجيش، واستمر الصراع إلى هذا الوقت.
التاريخ والتجارب التاريخية سياسية وعسكرية علمت الناس أن ليس هناك إلا حرب واحدة هي التي تعطل مصالح الناس، وتدمر أسس معاشهم وتقلب حياتهم رأسًا على عقب، وتقتل أطفالهم. وعلمتنا الحياة والتاريخ أن من يريد شيئا فعليه أن يضع في حسبانه ما يجب أن يقدمه مقابلًا لما سيحصل عليه، بدون هذه المعادلة الشهيرة والبسيطة في المفاوضات الدولية، يصبح كل مسعى للإصلاح بين الأطراف المتناحرة شيئا من العبث.
- لا أحد يعرف أين ستكون الخطوة القادمة للسيد البرهان، الذي تخفف من زيه العسكري مؤخرًا، وارتدى لباسًا مدنيًا وربطة عنق أنيقة. ولا أعلم ماذا سيقول في كل محطاته الخارجية، إذا كان سيعيد موضوع منطقة الصراع فإن الأمور تسير للأسوأ للأسف.