: آخر تحديث
بولس: الحكم الذاتي هو الخيار الواقعي الوحيد

واشنطن تعيد تحريك الوساطة بين المغرب والجزائر

3
2
2

إيلاف من الرباط: كشف مسعد بولس، مستشار الرئيس الأميركي دونالد ترامب لشؤون إفريقيا والشرق الأوسط،عن وجود توجه أميركي لإعادة تطبيع العلاقات بين المغرب والجزائر،وذلك في تصريحات أدلى بها لقناة "العربية"،التي كانت السباقة إلى بث مضمون وساطة غير معلنة تقودها واشنطن بين الجارين المغاربيين.

وقال بولس إن "باب الوساطة لا يزال مفتوحاً"، مشدداً على أن التقارب المأمول أميركيا ، يبقى مشروطاً بقبول الجزائر بالمعطى السياسي الجديد، والمتمثل في قبول مبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، التي تشكل الخيار الواقعي الوحيد المطروح على طاولة التفاوض، في ظل ما وصفه بـ"تجاوز المجتمع الدولي لخطاب استفتاء تقرير المصير".

وأكد المسؤول الأميركي أن التسوية السياسية "المنشودة تتطلب الانتقال من مستوى المبادئ إلى آليات تنفيذية واضحة"، تشمل، من بين ما تشمل، "وضع خطة لعودة سكان مخيمات تندوف إلى المغرب"، معتبراً أن هذا التوجه يعكس تحولاً مهما في مقاربة واشنطن، من دعم سياسي معلن إلى الدفع نحو حلول ميدانية قابلة للتطبيق.

وفي سياق متصل، رحّب العباس الوردي، أستاذ القانون العام بجامعة محمد الخامس بالرباط، والمحلل المتخصص في العلاقات الدولية، في تصريح لـ"إيلاف"، بهذه المبادرة الأميركية، واصفاً إياها بـ"التطور النوعي" في مسار التعاطي الدولي مع قضية الصحراء، ومعتبراً أن "واشنطن باتت تتحرك وفق مقاربة واقعية تؤمن بأن الحكم الذاتي هو أساس الحل السياسي المقبول دولياً".

وشدّد الوردي على أن "الموقف المغربي لا يقوم على التنازل عن السيادة، بل على تقديم صيغة متقدمة من الحكم الذاتي تضمن استقرار المنطقة"، مضيفاً أن المبادرة المغربية تحظى بدعم متصاعد من قوى دولية فاعلة، على رأسها الولايات المتحدة، وهو ما يعكس تراجعاً واضحاً لأطروحات الانفصال داخل أروقة المنتظم الدولي.

ووفقاً للخبير المغربي، فإن تصريحات بولس تحمل في طياتها رسائل مباشرة وغير مباشرة إلى الجزائر، داعياً صناع القرار في هذا البلد إلى "اغتنام فرصة الوساطة الأميركية للانخراط في تسوية تحفظ مصالح الجميع وتضمن خروجاً مشرّفاً من مأزق سياسي طال أمده".

واعتبر الوردي أن نجاح أي وساطة دولية يظل رهيناً بالاعتراف بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية، مشيراً إلى أن التحولات الإقليمية، إلى جانب مواقف مجلس الأمن وتصريحات مسؤولي الإدارة الأميركية، تؤكد أن مبادرة الحكم الذاتي المغربية أصبحت الإطار الوحيد الممكن لتسوية النزاع، في ظل بيئة دولية متغيرة لا تتسع لخطابات عفا عنها الزمن.

بدوره،عبّر محمد أمين الراكب، أحد شيوخ القبائل الصحراوية، في تصريح لـ"ايلاف"، عن ترحيبه بالمبادرة الأميركية الرامية إلى تقريب وجهات النظر بين المغرب والجزائر، مؤكداً أن "أي وساطة تُعيد الأمل في لمّ شمل العائلات الصحراوية التي فرقتها الحرب والنزاع لعقود، تستحق الدعم والتقدير".

وأضاف الراكب أن "الصحراويين في الأقاليم الجنوبية يتابعون هذه التحركات بترقّب كبير، لأنهم المعنيون أولاً وأخيراً بنتائج هذا المسار"، مشدداً على أن "مبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية تفتح باب المصالحة والعودة، وتُعد الإطار الأنسب والوحيد لإنهاء معاناة آلاف العائلات التي مزقتها الحدود والجدران والسياسات العدائية".

وأضاف "نأمل أن تلتقط الأطراف الأخرى هذه الفرصة التاريخية، لأن الزمن لا يرحم، والفرص لا تتكرر، والأجيال الجديدة تستحق مستقبلاً من دون صراعات".

 


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في أخبار