: آخر تحديث
دعا إلى إنشاء منتدى للصناعات الثقافية والإبداعية بالوطن العربي

المغرب يقترح إنشاء تكتل عربي موحد في مجال التواصل الاجتماعي

2
2
2

إيلاف من الرباط :دعا محمد المهدي بنسعيد،وزير الشباب والثقافة والتواصل المغربي، الأربعاء،في الرباط، إلى "إنشاء تكتل عربي موحد،للتفاوض مع الشركات الكبرى في مجال التواصل الاجتماعي"،بخصوص "إبراز المحتوى الرقمي العربي،ومحاربة الأخبار الزائفة عبر هذا المحتوى الثقافي،ومختلف أشكال التطرف والانفصال،وإبراز التنوع الثقافي العربي،وتثمين هذا المحتوى بما يخدم القضايا العربية المشتركة وفي مقدمة ذلك القضية الفلسطينية".

الوزير بنسعيد يلقي كلمته خلال المؤتمر في الرباط 

وأوضح المسؤول المغربي،في كلمته بمناسبة افتتاح الدورة الـ 24 لمؤتمر الوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقافية بالوطن العربي، المنظمة تحت شعار "الصناعات الثقافية والإبداعية وتحديات التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي"،أن دعوته تأتي في ظل ما يواجهه الوطن العربي من تحديات تكنولوجية ورقمية،خصوصا مع تطور استعمال الذكاء الاصطناعي،والمنصات الرقمية العالمية،مما يطرح تحديات مرتبطة بالمحتوى الرقمي العربي.

ويتضمن جدول أعمال دورة هذه السنة من هذا المؤتمر الذي يعرف حضور وزراء الثقافة في بلدان العالم العربي، والمدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (أليكسو)،ومدراء المنظمات الإقليمية والدولية، تقديم الخطوط العريضة للخطة الاستشرافية لتطوير الصناعات الثقافية في الدول العربية،وعرض خلاصات أشغال اللجنة الدائمة للثقافة العربية واعتماد التوصيات الصادرة عنها،ومناقشة موعد ومكان عقد الدورة ال25 للمؤتمر.

جانب من اجتماع الدورة الـ 24 لمؤتمر الوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقافية بالوطن العربي

واقعية وبرغماتية

 

قال الوزير المغربي، الذي تسلم رئاسة الدورة الـ 24 من الجانب السعودي، إن"المغرب يحتضن نهائيات كأس العالم لكرة القدم سنة 2030، لتنتقل إلى المملكة العربية السعودية سنة 2034،وهي فرص لجعل الصناعات الثقافية والإبداعية في قلب منظومة البيئة التنظيمية لهذه التظاهرات العالمية الكبرى، ولوضع بصمات التألق العربي على مجرياتها، كما حصل في التجربة الناجحة والمشرِّفة لدولة قطر سنة 2022".

وانطلاقا من رؤية المغرب للعمل العربي وهي الرؤية الواقعية والبرغماتية، قال بنسعيد "إننا في المملكة المغربية نقترح إطلاق مبادرة إنشاء فضاء مهني قار لتوحيد الرؤى وتبادل الخبرات والتسويق وإبرام العقود والشراكات ورفع التحديات بمجهود جماعي، وهذا الفضاء هو منتدى الصناعات الثقافية والإبداعية بالوطن العربي، الذي نَقترح أن يكون أول منصة عربية في هذا المجال، تجمع كافة الفاعلين من رجال الأعمال ومنظمي التظاهرات الثقافية والناشرين والعاملين في قطاع المسموع والمرئي  والتكنولوجيات والتراث الثقافي وغيرها".

 

واعتبر المسؤول المغربي أن الوطن العربي يزخر بالصناعات الثقافية والإبداعية، ويحتاج إلى منصة احترافية تحيط بجميع حلقاتها ومسالكها، وفي نفس الوقت تشكل سوقا واسعة لترويج منتوج الصناعات الثقافية والإبداعية لكافة الفاعلين بالبلدان العربية، مقترحا "عقد أول دورة لهذا المنتدى بالمغرب سنة 2026، على أن تعقد باقي الدورات بالتناوب بين الدول العربية الأعضاء في منظمة الألكسو، وينفتح على التجارب الرائدة في مجال الصناعات الثقافية والإبداعية في القارات الخمس".

وأضاف بنسعيد أن المغرب اعتمد، بتوجيهات ملكية، خيارا استراتيجيا تمثل في تنمية وتثمين الرأسمال البشري، ترجم إلى تدخلات تشريعية وتنظيمية وعلى رأسها دستور المملكة الذي وضع آليات لحماية الحقوق والحريات والتنمية البشرية والمستدامة والديمقراطية التشاركية وحماية حقوق الانسان والنهوض بها.

وأبرز بنسعيد أنه جرى وضع النهوض بالمجالات الثقافية في صلب هذا الخيار الاستراتيجي، حيث تبنى المغرب مخططا ركز على إرساء الصناعات الثقافية والإبداعية وجعلها مساهمة في تطور الاقتصاد، لافتا إلى أن هذا التوجه ارتكز على رصيد من الخبرات الوطنية والدولية بدأ ببرنامج للتعاون المشترك هو "التراث الثقافي والصناعات الإبداعية كقاطرة للتنمية بالمغرب" في إطار صندوق الأمم المتحدة لإنجاز أهداف الألفية للتنمية.

حلول شاملة

من جهته، قال الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان آل سعود، وزير الثقافة بالمملكة العربية السعودية، رئيس الدورة السابقة للمؤتمر، في كلمة تليت بالنيابة عنه، إن "الثقافة تعد الركيزة الأساسية لهويتنا وتاريخنا"، معتبرا أنه "أمام ما تمثله التقنية الحديثة من قوة تعيق تشكيل مختلف القطاعات، فإننا نرى فيها فرصة كبيرة لتعزيز القطاع الثقافي".

وأشار المسؤول السعودي إلى قيام بلاده بالعديد من الجهود الكبيرة والمبادرات النوعية لدعم الصناعات الثقافية وتعزيزها في ظل التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي، مشددا على أهمية تعزيز مشاركة الدول العربية في صياغة السياسات الثقافية العالمية المبتكرة لتقديم حلول شاملة للتحديات الثقافية المعاصرة.

تنسيق العمل العربي

من جانبه، أكد محمد ولد اعمر، المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ألكسو)، أن الفترة ما بين الدورة الماضية والحالية للمؤتمر شكلت فرصة سانحة للمنظمة لمواصلة برامجها في تنسيق العمل العربي الثقافي المشترك، وتوظيف ما لديها من إمكانات وما اكتسبته من خبرات للاستجابة لتطلعات واحتياجات الدول العربية في مجالات اختصاصها. وأضاف أنها مثلت أيضا مناسبة لمراجعة الخطط وتجديد البرامج ورفع التحديات وإطلاق المبادرات وتجديد الالتزامات وتطوير آليات العمل وإرساء تقاليد جديدة للتعاون المتعدد الأخرى، مما جعل المنظمة قادرة على مسايرة النسق العالمي وأكثر مواكبة العديد من التحولات.

واعتبر ولد اعمر أن المنظمة تمكنت خلال هذه المرحلة من التغلب على تبعات وتحديات الأزمة الصحية العالمية التي أثرت على كل مناحي الحياة في العالم، وإطلاق عدد كبير من المبادرات والمشاريع النموذجية التي شملت تأهيل القيادات ودعم القدرات وبرامج الدعم الفني والمرافقة في مجال السياسات الثقافية والاقتصاد الإبداعي وصون وتثمين التراث الثقافي.

 


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في أخبار