إيلاف من لندن: حذّر رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي من أن بلاده تمر بأزمة سياسية هي أصعب الأزمات بعد عام 2003 آملاً في إيجاد حلول لتجاوزها والمضي نحو عراق آمن ومستقر.
وقال الكاظمي في بيان اليوم لمناسبة انتهاء مراسم أربعينية الامام الحسين بن علي بن أبي طالب في مدينة كربلاء (110 كم جنوب بغداد) التي شارك فيها 20 مليون شخص من العراقيين والاجانب الذين يمثلون 80 دولة بينهم 4 ملايين ايراني "لقد أحيا العراقيون وضيوفهم الأكارم ذكرى أربعينية الإمام الحسين (ع) وأهل بيته وأصحابه.. وقد أرسل العراقيون رسالة معاني الصبر والفداء والتضحية في أروع صورها، وقدموا للعالم دروساً في كرم الضيافة والشجاعة" كما قال في بيان تابعته "ايلاف".
وأضاف "هنا أقدم خالص شكري وتقديري لقواتنا الأمنية -بكل صنوفها- التي ما تزال تنتشر في ربوع العراق لملاحقة الإرهابيين، وفي الوقت نفسه توفر الحماية للزائرين. وأقدم شكري لإدارات المحافظات، والوزارات الخدمية، وأصحاب المواكب في تقديم الخدمة للزائرين".
وأشار الى أن العراقيين استقبلوا الملايين من الزوار في هذه الظروف الاستثنائية "ولكن استطعنا على قدر المسؤولية أن نقدم أقصى ما يمكن تقديمه".
تحذير من الأزمة الأخطر
وحذر الكاظمي من انه لا يخفى على الشعب العراقي "الصابر المقتدر" أن العراق "يمرّ بأزمة سياسية قد تكون من أصعب الأزمات بعد 2003، ولكن لدينا أمل وعزيمة لإيجاد حلول لتجاوز هذه الأزمة؛ من أجل العبور والمضي نحو عراق آمن ومستقر".
ووجه رئيس الوزراء العراقي نداء الى "جميع القوى السياسية قائلاً "دعونا نستلهم من هذه المناسبة الأربعينية، وأن نضع العراق والعراقيين في نصب أعيننا. العراق والعراقيون يستحقون أن نضحي من أجلهم فالعراق أمانة في أعناق الجميع".
كما قال الكاظمي في تغريدة على تويتر " أن "مشهد الجموع المليونية الكريمة وهي تتزاحم إلى كربلاء المقدسة يثبت رسوخ المواقف النبيلة.. تحية لجهود القوات الأمنية والمؤسسات المعنية في حماية وتنظيم وإنجاح الزيارة الأربعينية".
يشار الى أن العراق يعيش منذ 11 شهرا شللاً سياسياً تاماً منذ الانتخابات المبكرة التي جرت في تشرين الأول/ أكتوبر 2021 ولم تفضِ مفاوضات تواصلت بين القوى السياسية الكبرى إلى انتخاب رئيس للجمهورية وتكليف رئيس لحكومة جديدة ثم تصاعدت الخلافات لتتفجر عنفاً نهاية الشهر الماضي في مواجهات مسلحة بين أنصار التيار الصدري ومؤيدي القوى السياسية الموالية لإيران أسفرت عن سقوط 30 قتيلاً.
20 مليون مشارك
واليوم أكدت قيادة العمليات المشتركة التابعة لوزارة الدفاع العراقية أن الخطة المرسومة للزيارة الأربعينية أحبطت مخططات داعش الإرهابي.
مشاركون في أربعينية الإمام الحسين في كربلاء التي اختتمت هناك اليوم السبت (تويتر)
وقال نائب قائد العمليات المشتركة الفريق اول الركن عبد الأمير الشمري في بيان تابعته "ايلاف" إن "الخطة المرسومة آلتي تم وضعها أحبطت جميع مخططات داعش الإرهابي"، لافتاً الى أن "القوات الأمنية أمنت جميع مداخل ومخارج كربلاء المقدسة بجهد استخباري".
فقد حشدت الدولة العراقية منذ ايام الالاف من قواتها الامنية التي انتشرت على الطرق المؤدية الى كربلاء بحماية جوية من طيران الجيش والقوة الجوية العراقيتين لتأمين وصول المشاركين في مراسم زيارة أربعينية الإمام الحسين حيث انتشرت المفارز الطبية والخدمية والامنية على طول الطرق لتقديم خدماتها للمشاركين.
وأكد اللواء يحي رسول الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة مصطفى الكاظمي مشاركة أكثر من 20 مليون زائر بإحياء ذكرى أربعينية الإمام الحسين في كربلاء هذا العام.
والأربعاء الماضي اشرف الكاظمي فور وصوله الى مدينة كربلاء على تنفيذ الخطط الامنية والخدمية للمشاركين في مراسم الأربعينية .
وتعتبر مناسبة أربعينية الامام الحسين من أهم المناسبات لدى المسلمين الشيعة إذ يتوافد الملايين من جميع أنحاء العالم إلى مدينة كربلاء حيث مرقد الإمام الحسين.
يشار الى أن المسلمين الشيعة يحيون ذكرى الزيارة الأربعينية للامام الحسين بن علي بن أبي طالب بعد أربعين يوماً على عاشوراء ذكرى مقتل الإمام الحسين مع رهط من أهل بيته وأصحابه في واقعة على أيدي جيش الخليفة الأموي يزيد بن معاوية في العاشر من شهر محرم عام 61 للهجرة الموافق 680 ميلادي حيث تصادف أربعينية هذا العام الجمعة المقبل السابع عشر من الشهر الحالي.