مدريد: وعد حلف شمال الأطلسي (ناتو) الذي يختتم قمته في مدريد الخميس، بدعم أوكرانيا طالما كان ذلك ضروريا في مواجهة "وحشية" روسيا، في موقف دانه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين منتقدا "الطموحات الإمبريالية" للتكتل العسكري.
وعلى هامش الاجتماع في العاصمة الإسبانية، أعلنت لندن وواشنطن تعزيز مساعدتهما العسكرية والاقتصادية لأوكرانيا.
ورحب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في خطابه اليومي بهذه "القمة الخاصة" التي وصفها بأنها "قمة تحول".
وقال زيلينسكي إن "الحلف يغير استراتيجيته تلبية لسياسات روسيا العدوانية المعادية لأوروبا". وقبل ذلك، دعا "دول الناتو إلى الإسراع في تسليم أنظمة دفاع صاروخي إلى أوكرانيا وزيادة الضغط بشكل كبير على الدولة الإرهابية".
وفي بيان مشترك، قالت الدول الأعضاء في الحلف إنها وافقت على خطة مساعدات جديدة تتضمن "تسليم معدات عسكرية غير قاتلة" وتعزيزا للدفاعات الأوكرانية ضد الهجمات الإلكترونية.
وقالت إن "الوحشية المروعة لروسيا تسبب معاناة إنسانية هائلة وموجات من النزوح الجماعي"، معتبرة أن موسكو تتحمل "المسؤولية الكاملة عن هذه الكارثة الإنسانية". لذلك يفترض أن تستمر المساعدة في الأشهر المقبلة.
وصرح الأمين العام للحلف الأطلسي ينس ستولتنبرغ الأربعاء "يمكن لأوكرانيا الاعتماد علينا طالما احتاج الأمر"، مؤكدا "التزاما أخلاقيا وسياسيا" للحلف.
وصادق الحلف على توسعيه ليشمل السويد وفنلندا.
في مؤتمر صحافي في العاصمة التركمانية عشق أباد، انتقد بوتين موقف الغربيين.
قال بوتين إن "الدول الكبرى في الناتو ترغب (...) في تأكيد هيمنتها وطموحاتها الإمبريالية".
وأكد الرئيس الروسي أن "دعوة أوكرانيا إلى مواصلة القتال ورفض المفاوضات لا تؤكد فرضيتنا بأن أوكرانيا ومصلحة الشعب الأوكراني ليست هدف الغرب والحلف الأطلسي فحسب بل وبأنها وسيلة للدفاع عن مصالحهم الخاصة".
وفي خارطة طريق استراتيجية جديدة تم تبنيها في قمة مدريد، صنف الحلف روسيا على أنها "التهديد الأكبر والمباشر لأمن الحلفاء".
وتحذر هذه الوثيقة التي لم تخضع للمراجعة من قبل منذ 2010 أنه "لا يمكننا استبعاد احتمال وقوع اعتداء على سيادة أو سلامة أراضي الحلفاء".
وصادقت دول الحلف على تعزيز وجودها العسكري على جناحه الشرقي مما سيرفع عديد "قوات الجهوزية العالية" إلى أكثر من 300 ألف جندي.
وتجسد الوعد بالدعم من الغرب بإعلان لندن أيضا الأربعاء ، الإفراج عن مليار جنيه استرليني (1,16 مليار يورو) من المساعدات الإضافية لأوكرانيا التي تشمل منظومات دفاعية مضادة للطائرات وطائرات مسيرة.
وقال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون "بما أن بوتين لا ينجح في تحقيق المكاسب التي كان يخطط لها ويأمل بها، وعبثية هذه الحرب تتوضح للجميع، تتزايد وحشية هجماته على شعب أوكرانيا".
بهذا المبلغ الجديد ترتفع قيمة المساعدات العسكرية البريطانية لكييف إلى 2,3 مليار جنيه إسترليني، حسب رئاسة الحكومة البريطانية.
من جانبها أعلنت الولايات المتحدة دفع شريحة قدرها 1,3 مليار دولار من المساعدات الاقتصادية لأوكرانيا في إطار خطة دعم بقيمة 7,5 مليارات دولار وعدت بها واشنطن في أيار/مايو، بينما تعامي الميزانية الأوكرانية من عجز قدره خمسة مليارات دولار شهريا.
ميدانيا، واجهت أوكرانيا هجمات جديدة أسفرت عن مقتل مدنيين لا سيما في ميكولايف (جنوب) حيث استهدف صاروخ فرط صوتي مبنى سكنيا ما أدى إلى سقوط خمسة قتلى، حسب زيلينسكي.
قبل يومين، قُتل 18 شخصا على الأقل في قصف مركز تجاري مزدحم في كريمنشوك على بعد 330 كيلومترا جنوب شرق كييف، كما ذكرت الحكومة الأوكرانية.
ونفى بوتين الأربعاء أي مسؤولية عن الهجوم. وقال "جيشنا لا يضرب أي موقع لبنية تحتية مدنية. لدينا كل الامكانيات لمعرفة" المواقع.
في دونباس، قال حاكم منطقة لوغانسك سيرغي غايداي إن مدينة ليسيتشانسك "تعيش تحت قصف متواصل بجميع أنواع الأسلحة". وقدر عدد السكان الباقين في المدينة بنحو 15 ألف شخص.
وهي آخر مدينة كبرى يريد الروس احتلالها في لوغانسك إحدى مقاطعتين في حوض دونباس الصناعي تسعى موسكو للسيطرة عليهما بالكامل.
ونقلت وكالة الأنباء الروسية ريا نوفوستي عن القوات الروسية والانفصاليين الموالين لروسيا صباح الخميس إعلانها الاستيلاء على مصفاة ليسيتشانسك.
لكن هيئة أركان الجيش الأوكراني أكدت في الوقت نفسه استمرار القتال حول هذا الموقع، فيما تحاول القوات الروسية إغلاق الطرق المؤدية إلى المدينة.
من جهة أخرى، أعلنت السلطات الأوكرانية أنها استردت 144 جنديا من بينهم 95 من "المدافعين عن آزوفستال" في ماريوبول في إطار "أكبر تبادل (للأسرى مع موسكو) منذ بدء الغزو الروسي".
وقال جهاز الاستخبارات الأوكراني إن "بينهم 43 جنديا من فوج آزوف"، وهي وحدة تم دمجها منذ عدة سنوات في الجيش الأوكراني لكن موسكو تصفها بأنها "نازية".