الامم المتحدة (الولايات المتحدة): دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الخميس المسؤولين السياسيين في لبنان إلى الوحدة قبل أن يقوم بزيارة رسمية إلى بيروت في نهاية الأسبوع لإبداء "تضامنه" مع الشعب اللبناني الذي يواجه أزمة اقتصادية ومالية خانقة.
وقال غوتيريش خلال لقاء صحافي عبر الفيديو "ما من إمكانية لعودة لبنان إلى الطريق الصحيح ما لم يدرك القادة السياسيون اللبنانيون أن هذا هو الوقت المناسب، وربما الوقت الأخير الممكن، لتوحيد صفوفهم".
وشدد على أن "الأمر الأول الضروري هو أن يوحد القادة السياسيون في لبنان صفوفهم".
وقال إن "الانقسامات بين القادة السياسيين في لبنان شلت المؤسسات، وهذا ما جعل من المستحيل التوصل إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولي، وإطلاق برامج اقتصادية فعالة وإحلال الظروف الملائمة ليباشر البلد تعافيه".
وأكد غوتيريش أنه "لا يحق للقادة اللبنانيين أن يكونوا منقسمين في ظل أزمة خطيرة كهذه" مضيفا أن "اللبنانيين وحدهم يمكنهم بالطبع أن يقودوا هذه العملية".
وقال إن "على اللبنانيين أن يقوموا بحصتهم من العمل".
ويشهد لبنان منذ صيف 2019 انهياراً اقتصادياً متسارعاً فاقمه انفجار مرفأ بيروت المروع في الرابع من آب/أغسطس وإجراءات مواجهة فيروس كورونا. وتخلفت الدولة في آذار/مارس 2020 عن دفع ديونها الخارجية، ثم بدأت مفاوضات مع صندوق النقد الدولي حول خطة نهوض عُلّقت لاحقاً بسبب خلافات بين المفاوضين اللبنانيين.
وتراجع سعر صرف الليرة اللبنانية أمام الدولار تدريجاً إلى أن فقدت أكثر من 85 في المئة من قيمتها، وبات نحو 80 % من السكان يعيشون تحت خط الفقر، وارتفع معدل البطالة، فيما يشترط المجتمع الدولي على السلطات تنفيذ إصلاحات ملحة لتحصل البلاد على دعم مالي ضروري يخرجه من دوامة الانهيار.
لكن البلاد ومنذ انفجار مرفأ بيروت، غارقة في شلل سياسي.
وأوضحت الأمم المتحدة أن غوتيريش سيصل بعد ظهر الأحد إلى لبنان حيث سيلتقي قادة البلاد بينهم الرئيس ميشال عون ورئيس الوزراء نجيب ميقاتي إضافة إلى عدد من القادة الروحيين وممثلين عن المجتمع المدني.
وخلال الزيارة التي تستمر حتى الأربعاء، سيكرم غوتيريش ذكرى ضحايا انفجار المرفأ، كما سيتفقد قوة الأمم المتحدة الموقتة (يونيفيل) في جنوب لبنان.