الحب هو أجمل شعور يعيشه الإنسان، حيث الراحة والإحساس بالاهتمام، هذا الشعور السامي (للأسف) هو أكبر دافع للإجرام والقتل والظلم وغيرها، لكن لا ننسى ... العنصرية.
نتذكر عند طفولتنا دائماً نتشاجر مع أقراننا ونبدأ بقول: أبي أقوى من أبيك، أو بيتنا أكبر من بيتك... وغيرها من ردود الفعل التي تصدر من عقلية طفل غير صغير فجميعنا نكبر ونتعلم خاصة إذا كان هنالك شخص يوجهنا في طفولتنا بالتوقف عن التصرفات العدوانية.
تبدأ الأمورعندما يلاحظ مجموعة من الطلاب والأساتذة تصرفات غريبة وعنيفة لطفل فيقومون باستدعاء والدته التي تُنكر ما حدث وبمدح ابنها الذي تعبت على تربيته، حتى أنها لا تدخر الوقت للكشف على صحته العقلية والنفسية وبالتالي فهي تترك النواة المريضة تكبر معه، لا ألوم أي أم تدافع عن ابنها الذي تحبه ولكن ألومها عندما تهمله، هو نفسه الابن عندما يكبر فتقول له إن جميع الفتيات سيركضن نحوه ويحلمن به شريك حياة، يُصدم الابن فيما بعد بنفور الناس منه وخاصة الفتيات أو حتى عدم إحساسه بقيمة شريكة حياته لأن الكون يدور حوله، والدليل هو أمه.
كان يجب على الحب أن يوجّه الناس لفعل الخير، لكنه استطاع أن يقنع بعضهم بسلوك طريق غير سوي. مَنْ منا لا يحب وطنه؟ هذا الحب يجب أن يوجهنا لفعل الخير، لكن وللأسف وأرى ذلك في التواصل الاجتماعي، مَنْ يدافع عن الكويت يحب أن يسخر ويستهين ببعض الدول وإن كانت صديقة، فتكون ردة الفعل قاسية، ويفتخر بعضهم بقوله (أنا عنصري وأفتخر).
يولد المرء من أسرة لها جذور طويلة، يدونها المؤرخون فكلما كان الأجداد نشطين ولهم إنجازات شعر بالراحة، ويكبر حب الاسم منذ طفولته، حتى يصبح هو وعائلته وحدهم (ونعم)، والبقية لا بد من وجود خطأ في الموضوع، هنا تتغذى العنصرية وتكبر، وتكون وصفاً حميداً بالنسبة له فهو يحب عائلته ويجب أن يستهين ويستصغر الآخرين كي يشعر بقوته وحجمه في المجتمع. للأسف الشديد ومع أننا نقول (ونعم) للآخرين في المناسبات التي تكثر فيها المجاملات لكن يعلم الله وحده ما في صدورنا، فالأمور تتغير عند الزواج والوظيفة والتعامل (بجدية) مع الآخرين. عند تعيين شخص ما في منصب مرموق فالعائلة كلها تبارك ليس فقط لأنه ابنهم، بل لأنها ستشاركه منصبه بتعيينات لأفراد العائلة أو تمرير معاملات لهم وينتظر بقية الناس من خارج العائلة تدويره أو تقاعده حتى يحصلوا على (فرص) لتقوم العدالة بعملها.
إذا غضبت من كلامي فربما لأنه يمثلك، وإذا لم تغضب فأنت شخص تعرف وعيك الذاتي والمجتمعي والوطني وأيضاً الديني، وتحرص على أن تجعل شعور الحب بداخلك نقياً وجميلاً، وأن العقل هو الدافع للتفكيروالفعل لا العاطفة والحب.