يوم الجمعة وقعت اشتباكات في جرمانا بين عناصر أمنية تابعة للسلطة السورية الجديدة وبين عناصر مسلحة درزية أسفرت عن مقتل رجل أمن كان متوجهاً لزيارة أقاربه وجرح 9 من الطرفين. على الأثر، أوعز كل من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يسرائيل كاتس للجيش الإسرائيلي بالتجهّز لحماية ضاحية جرمانا السورية في جنوب دمشق، ذات الأغلبية الدرزية كما دق وليد بك جنبلاط النفير وباشر اتصالاته مع وجهاء الطائفة ومع السيد الرئيس.
ما يدعو إلى طرح تساؤلين بديهيين: متى أصبح دروز سورية من رعايا الدولة اليهودية؟ وما صفة الزعيم وليد بك جنبلاط كي يدخل على خط المعالجة؟ أبصفته الزعيم الدرزي الأول في المنطقة العربية؟وهل يكفي أن يكون الـ "بك" حفيد أمير البيان شكيب أرسلان، ليمارس سلطته المعنوية، ومونته ربما، على مناطق الانتشار الدرزي، سواء في فلسطين المحتلة أو في الأردن أو في جبل الدروز؟
وكيف أفتى بأن الشام مرجعية للدروز؟ أيكفي أن يكون عدد أبناء طائفة الموحدين هو الأعلى بين الموجودين في دول المنطقة ( حوالى الـ 900 ألف) فيما لا يزيد عدد دروز لبنان على الـ 400 ألف كي تكون دمشق مرجعيتهم؟ وكيف له أن ينزع عن الشيخ موفق طريف شرعيته التمثيلية "الشيخ موّفق طريف يدّعي أنّه يمثّل دروز المنطقة بالتعاون مع الصهيونية، أبداً. كل منطقة من المناطق التي فيها تواجد "معروفي" نحن مَن نمثّله، لكنه لا يمثّلنا"؟
تأسيساً على هذه السردية، يمكن القول إن حيثما يوجد ماروني في سورية أو في فلسطين، فالرئيس المشرقي العماد ميشال عون، أطال الله بعمره، هو مرجعيته الزمنية كما أن الكاردينال الراعي يمثّل مرجعيته الروحية. وقس على باقي الطوائف.
للدروز كمواطنين كاملي الحقوق في دولهم، أن يقرروا بأنفسهم السياسة الواجب انتهاجها، ولهم حرية الاقتداء بسلطان باشا الأطرش أو بمارك ضو أو بأي رمز ديني من شيوخ العقل والحكمة، وحري بوليد بك أن يحصر اهتمامه بأهلنا في الشوف وعاليه والمتنين والبقاع والجنوب. فما لدينا يكفينا ويزيد عن طاقتنا. فأن نطالب على مدى أعوام بوقف التدخل السوري في شؤوننا كيف لنا أن نتدخل في شأن داخلي سوري؟
توقّع كثيرون أن يرد حفيد أبو يوسف أمين طريف، الشيخ موفق على وليد بك فجاء الرد من وئام وهاب "إسمح لي أن أقول لك أن الشام مرجعيتك وحدك أما الدروز فمرجعهم الله والحدود الخمسة. والشيخ موفق يمثل كثيراًً من الموحدين وهذه هي مشكلتك".
مشكلة وليد بك الحقيقية أنه ينظر كثيراً بالهوية الوطنية والانتماء إلى العروبة وحقيقة الأمر أن الهوية الدرزية هاجسه الأول وهمه الأخير.