: آخر تحديث

الصدفة أمُّ الاختراعات

2
2
2

عرفت الكويت، ومعنا دول أخرى، الفازلين مع ظهور النفط، مع خمسينيات القرن الماضي، بعد أن أصبح بالإمكان استيراده من الخارج، وكان لفترة طويلة المادة الوحيدة في البيت، التي تصلح لمختلف الاستعمالات، وخاصة في الشتاء، مع تشقق الشفاه، وأطراف الأصابع، يوم لم نكن ولا غالبية العالم يعرف كريمات الترطيب ومراهم تشقق الجلد وغير ذلك. ثم تعرفنا، ودول كثيرة أخرى معنا، على زبد حبوب الشيا، وشمع النحل، والفيجالينو Vegalino، المنافس الأكبر للفازلين، والمستخلص من النبات كلياً.

اخترع، أو اكتشف الفازلين (Vaseline) الكيميائي الأمريكي روبرت تشيزبرو (Robert Chesebrough). حيث كان في عام 1859 في زيارة لحقل نفط في ولاية بنسلفانيا، فلاحظ وجود مادة شمعية تُسمى «شمع القضبان (Rod Wax) تتراكم على معدات الحفر، ولاحظ أن العمال يستخدمونها في تضميد الجروح والحروق. فبدأ بدراستها وتنقيتها لإزالة الشوائب منها، وبعد تجارب عدة، نجح في إنتاج مادة هلامية ناعمة أطلق عليها اسم «فازلين»، وحصل على براءة الاختراع في 1865، وبدأ بتسويقها منتجاً متعدد الاستخدامات للعناية بالبشرة وعلاج الجروح والحروق الصغيرة، ومع الوقت أثبت فعاليته وانتشر في كل أنحاء العالم، ولا يزال منذ 160 عاماً يستعمل كمرطب وواقٍ للبشرة، ليصبح الاختراع تالياً جزءًا من حياة الملايين بفضل خصائصه المتعددة الاستخدام، ولم يختفِ من بيتي أبداً منذ الخمسينيات.

يتكون الفازلين أساسًا من مادة واحدة رئيسية، وهي الهلام البترولي (Petroleum Jelly). وهي خليط من المواد الهيدروكربونية المشتقة من النفط. ومن خصائصه أنه لا يحتوي على الماء أبداً، وخامل كيميائيًا، وغير قابل للذوبان في الماء، لذا يستخدم لترطيب البشرة، وعلمياً هو أفضل بكثير من الكريمات الغالية الثمن، التي تستعملها النساء، فهو مرطب مثالي للمناطق الخشنة مثل الكوعين والركبتين والكعبين، ويحمي البشرة من التشقق في الأجواء الشديدة البرودة، لذا يستعمل كحاجز واقٍ ضد الرياح، ويصلح لعلاج الجروح البسيطة، أو لحمايتها من الماء، ويرطب وينعم البشرة التي تحيط بالأظافر. وينفع حتى في إزالة مكياج الوجه، وخاصة القوي منه، مثل الماسكارا. كما يساعد قليل منه على أطراف شعر الرأس في منع تقصفه، كما يحمي الاسنان، أثناء فترة تبييضها، بوضعه على اللثة، وهو غير سام ولا ضار، لكن يجب تجنب وضعه على الجروح المفتوحة أو الملتهبة. وقد لا يناسب البشرة الحساسة، لذا يفضل اختباره على منطقة صغيرة أولاً.

مع نجاح المنتج الأصلي، قامت الشركة بإدخال منتجات عديدة أخرى تحت الاسم نفسه، كالشامبو والكونديشنر وغيرهما الكثير.

أحمد الصراف


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد