كشف نائب مسيحي في مجلس النواب العراقي عن تعرّضه للتهديد بسبب اعتراضه على قرار البرلمان بحظر الخمور، فيما أطلق النائب نفسه نداء، طالب فيه بالمساعدة على عدم تهجير المسيحيين من أرض أجدادهم العراق.
إيلاف من بغداد: أطلق النائب عن المكون المسيحي جوزيف صليوا، رئيس كتلة الوركاء النيابية، نداء إلى الشعب العراقي والقوى الخيرة وأحرار العالم، من أجل الدعم والمساعدة لبقاء المسيحيين في أرض أجدادهم، بسبب سياسات الإقصاء والتهميش والتضييق، التي مورست عليهم بشكل منظم وغير منظم، وآخرها القانون، الذي أصدره مجلس النواب العراقي القاضي بحظر بيع وتصنيع واستيراد المشروبات الكحولية، الذي عدّه النائب انتهاكًا لحقوق المسيحيين المدنية، ومحاولة لإجبارهم على ترك أرض العراق.
استغاثة
فقد وجّه النائب نداءه إلى "الشعب العراقي الأبي والقوى الخيرة وأحرار العالم في كل مكان". وقال: "نحن أبناء العراق من المكون الكلداني السرياني الآشوري والأرمني، ومعنا أبناء الديانات الأخرى من الإيزيديين والصابئة المندائيين، تعرّضنا وما زلنا نتعرّض إلى حرب حقيقية، بسبب نظام المحاصصة المقيت، وسياسات الإقصاء والتهميش والتضييق التي مورست علينا بشكل منظم وغير منظم. مما أجبر أعدادًا كبيرة من أبناء شعبنا على ترك بيوتهم وأملاكهم ومصالحهم، وترك العراق، أرض آبائنا وأجدادنا، الذين بنوا عليها أرقى الحضارات الإنسانية في بلاد ما بين النهرين، حيث بيعت أملاكهم بأبخس الأثمان".
أضاف: "وها إننا اليوم نتعرّض من قبل مجموعة في البرلمان إلى هجمة أخرى، من خلال إقرار قانون يصادر حقوقنا وحرياتنا التي ضمنها لنا الدستور، إذ تم تشريع القانون بطريقة ملتبسة، تشوبها الشبهات، مما سيجعلنا ممنوعين عن كل ما حلله ديننا وعقيدتنا ودرجت عليه ثقافتنا وتقاليدنا. لقد جاء تشريع هذا القانون الذي ينتهك حقوقنا المدنية، في سياق سياسة ممنهجة ومنظمة تهدف إلى إجبارنا على ترك عراقنا. هذا العراق الذي نتمسك به وطنًا، ولا نريد أن نغيّره".
تابع قائلًا "أيتها العراقية ابنة الوطن... أيها العراقي ابن الوطن، نتطلع إلى دعمكم ومساندتكم لنا، وتشجيعنا على التمسك بوطننا، في بقاع أجدادنا، وأن تدافعوا معنا عن الحريات العامة، التي ضمنها لنا الدستور، وإلزام الجميع باحترام وجودنا وحقنا في الحياة والوجود".
وفي ختام النداء طالب النائب من العراقيين بالتوقيع على هذا النداء، مؤكدًا: "نستمد منه القوة كي نتمسك في البقاء في بلادنا، بلاد ما بين النهرين، في عراقنا الجميل العزيز".
تهديد للنائب
على الصعيد عينه، كشف النائب صليوا عن تعرّضه للتهديد بسبب اعتراضه على قرار البرلمان بحظر الخمور. وقال صليوا في تصريح صحافي إنه "تعرّض للتهديد من قبل أحد أعضاء البرلمان، بسبب اعتراضه على قرار البرلمان بحظر الخمور ومنع استيراده وتصنيعه"، موضحًا أن التهديد جاءه بسبب إعلانه في القنوات الفضائية أن نائبًا معمّمًا أكد له أنه سيمرر للمسيحيين الخمور خلسة (من تحت العباءة).
أضاف أن "المسيحيين أيضًا دافعوا عن العراق، ولديهم فرقة قتالية، وهم ديانة أخرى، ولهم حرياتهم وفق الدستور"، متسائلًا: "هل هذا هو جزاء المسيحيين؟".
أحزاب إسلامية ترعى ملاهيَ ونواديَ للقمار
على صعيد متصل.. اتهم النائب عن التحالف المدني فائق الشيخ علي أحزابًا إسلامية "ترعى ملاهيَ ونواديَ للقمار في بغداد"، بالتصويت على حظر الخمور، فيما أكد أن "هدف تلك الأحزاب هو المتاجرة بالحبوب المخدرة والخشخاش".
وقال علي خلال مؤتمر صحافي مشترك مع النائبين جوزيف صليوا ومشعان الجبوري، عقد في مبنى مجلس النواب وتابعته "إيلاف"، إن "أحزابًا إسلامية ترعى ملاهيَ ونواديَ للقمار في بغداد، ولها نسبة من أرباحها، هي من صوّتت على حظر الخمور". وأضاف الشيخ علي أن "هدف تلك الأحزاب من حظر الخمور هو المتاجرة بالمخدرات والخشخاش".
وكان مجلس النواب العراقي قد صوّت السبت الماضي على قانون واردات البلديات، الذي يتضمن فقرة حظر بيع واستيراد وتصنيع المشروبات الكحولية، خلال الجلسة التي ترأسها سليم الجبوري، وأيّدت غالبية أعضاء البرلمان إقرار القانون، ويعاقب من يخالف هذا القانون بغرامة تتراوح بين 10 إلى 25 مليون دينار عراقي.