ايلاف من لندن: في قلب قطاع غزة، برز اسم "وحدة السهم الثاقب" التابعة لحركة حماس، لتتحول من قوة غامضة إلى حديث الشارع الغزي. وبينما تقدم نفسها كقوة أمنية هدفها "حماية القانون"، تتصاعد الاتهامات بأنها أداة للسيطرة على المساعدات الإنسانية وترسيخ قبضة الحركة على القطاع.
النشأة والظهور
تأسست الوحدة عام 2019 بقرار من يحيى السنوار، الرئيس لحماس والذي قتلته اسرائيل قبل نحو عام. ومنذ البداية، رُوّج لها كجهاز يلاحق اللصوص، قطاع الطرق، والمتعاونين مع إسرائيل. لكن سرعان ما تحولت إلى قوة مسلحة مثيرة للجدل، خصوصاً مع ظهورها العلني خلال الحرب الأخيرة.
القوة والتسليح
رغم أن عدد أفرادها لا يتجاوز العشرات، إلا أن الوحدة تمتلك أسلحة نوعية مثل الرشاشات الثقيلة، بنادق القنص، وقذائف RPG، ما يمنحها تأثيراً يتجاوز حجمها العددي.
الدور المعلن
خلال عملية "طوفان الأقصى"، ظهرت الوحدة في مشهد غير مسبوق، حيث أعلنت أنها تعمل على:
- منع العائلات المسلحة من نهب شاحنات المساعدات
- مراقبة التجار وضبط أسعار السلع
- حماية طرق الإمداد داخل القطاع
وقد نفذت بالفعل مداهمات واسعة ضد بعض العائلات التي اتهمتها بالاستيلاء على المساعدات، ما جعلها تبدو في نظر البعض كقوة "حماية" للمجتمع.
خلف الكواليس: اتهامات خطيرة
لكن خلف هذه الصورة، تتكشف روايات أخرى أكثر قتامة. وفق تقارير نشرتها وكالة رويترز، فإن عناصر الوحدة يقيمون حواجز مسلحة يديرها ملثمون قرب مراكز توزيع المساعدات، ويحولون جزءاً كبيراً منها إلى مخازن تابعة لحماس.
أما هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) فقد ذكرت أن الوحدة تجمع المساعدات داخل مدارس، وتبعد المدنيين بالقوة، وأحياناً عبر إطلاق النار في الهواء، ما يثير مخاوف من استخدام الغذاء كسلاح سياسي.
الأخطر من ذلك أن تقارير ميدانية تشير إلى أن الوحدة تتمركز أحياناً داخل مستشفيات، ما يعرض المدنيين للخطر ويجعلهم بمثابة دروع بشرية، وهو ما يضاعف الانتقادات الموجهة لها.
الهدف الحقيقي
يرى محللون أن الهدف الفعلي للوحدة ليس فقط ضبط الأمن، بل تعزيز سلطة حماس على القطاع، عبر التحكم في المساعدات الإنسانية وفرض الهيمنة على الحياة اليومية للسكان. وبذلك، تتحول "السهم الثاقب" من قوة يُفترض أنها لحماية المدنيين، إلى أداة سياسية وأمنية بيد الحركة.
بينما تسعى "وحدة السهم الثاقب" إلى تقديم نفسها كحارس النظام في غزة، تكشف الشهادات والتقارير الدولية عن وجه آخر: قوة مسلحة صغيرة العدد، لكنها قوية التسليح، تستغل المساعدات وتستخدم المدنيين كأداة ضغط. وبين رواية "الحماية" واتهامات "الاستغلال"، تبقى الوحدة واحدة من أكثر الملفات المثيرة للجدل في القطاع.