: آخر تحديث

بناء الإنسان

2
2
1

بدافع من الإنجازات التي تحققها المملكة بشكل متتابع في كل المجالات، تسمو مكانة رؤية 2030 في وجدان كل مواطن ومواطنة، باتوا مقتنعين بأن هذه الرؤية، بما تضمنته من خطط وبرامج وأفكار «استثنائية»، كانت المظلة الحقيقية لمسار التقدم والتطور الذي حققته السعودية طيلة السنوات التسع الماضية، وما كان للرؤية أن تحقق كل هذه الإنجازات بهذه الوتيرة السريعة، لولا ما تتمتع به من شمولية، إذ لم تترك أمراً ينهض بالمملكة، إلا واهتمت به، وأولته ما يكفي من التخطيط «المحكم»، والتنفيذ «المتقن».

وفي وقت باكر جداً من إطلاق الرؤية، راهنت المملكة على سواعد أبنائها، في تطبيق برامجها، إيماناً بقدراته وحبه الفطري في التقدم والتطور، ومن هنا، كان مسار «بناء الإنسان» ركيزة أساسية، في إطار تحول وطني، يهدف إلى رفع كفاءة الإنتاجية الوطنية، وربط المهارات باحتياجات السوق المتغيرة، ما دفع القيادة الرشيدة إلى تطوير بيئة تشريعية تحفز على الإنجاز والابتكار، وتكافئ التميز، وفي خط موازٍ لذلك، حرصت المملكة على تطوير التعليم، لإيجاد أجيال متعلمة ومثقفة، لديها من الطموح والتطلع، ما يجعلها تفكر من خارج الصندوق، من أجل بناء الذات، ورفعة الوطن.

ولم تشأ الرؤية أن يكون تطوير مسار الإنتاج، في عموم البلاد عشوائياً، وإنما وفق إستراتيجية عامة، يلتزم بها الجميع، تنتقل بمفهوم الإنتاجية الوطنية، من مجرد ساعات عمل، يقضيها الموظف في مقر عمله، إلى مفهوم أن يكون لهذه الساعات قيمة مضافة حقيقية، يقدمها الفرد لمنظومته ومجتمعه، وهذه الإستراتيجية كفيلة بصياغة ثقافة عمل جديدة، ترتكز على الجودة والمبادرة والإتقان، بدلاً من الرتابة الإدارية والروتين الممل.

وتعتمد إستراتيجية الإنتاجية الوطنية على تجويد المخرجات، واعتباره معياراً وحيداً للتقييم والارتقاء الوظيفي، فضلاً عن الابتكار والإبداع، والقدرة على حل المشكلات المعقدة التي قد تُقلل من جودة العمل ونتائجه الإيجابية، وهو ما أثمر اليوم عن إيجاد جيل يُقدس العمل، ويراه وسيلة لتحقيق الذات، والمساهمة في ازدهار الوطن.

ويمكن الاستدلال على كفاءة الإنتاجية داخل المملكة، بنتائج مؤشرات التنافسية الدولية، التي أقرت - غير مرة - بتقدم المملكة وتطورها في الكثير من المجالات الاقتصادية والاجتماعية، وتفوقها على دول كبرى، في إشارة إلى أن المملكة نجحت في إيجاد بيئة عمل نموذجية، تتسم بالشفافية والعدالة والتحفيز، حيث تُقاس الكفاءة بالأثر الاقتصادي والاجتماعي الذي يتركه الفرد في موقعه.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في جريدة الجرائد