: آخر تحديث

نافالني يعتبر توقيفه "غيابا مطلقا للقانون"

59
69
59
مواضيع ذات صلة

موسكو: اعتبر المعارض الروسي أليكسي نافالني الإثنين عقد جلسة في مركز للشرطة في موسكو للنظر في تمديد توقيفه "غيابا مطلقا للقانون"، غداة اعتقاله، الذي استنكره الغرب.

ويتهم المعارض نافالني (44 عاما) الناشط في مجال مكافحة الفساد والعدو اللدود للكرملين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بإصدار أوامر  لقتله عبر تسميمه بمادة نوفيتشوك في آب/اغسطس إلا أن موسكو تنفي أن تكون ضالعة في عمليه كهذه. ونجا نافالني من التسمم المفترض، بعد فترة استشفاء في ألمانيا لمدة خمسة أشهر.

عاد المعارض الأحد إلى العاصمة الروسية، وأوقفته سلطات السجون الروسية فور عودته لأنها تأخذ عليه انتهاكه شروط المراقبة القضائية التي يخضع لها من خلال انتقاله إلى الخارج للحصول على العلاج. وتم توقيف نافالني مساء الأحد في مطار شيريميتييفو.

وفي حدث مفاجئ، عقدت المحكمة جلسة ظهر الاثنين في مركز شرطة خيمكي، في ضواحي موسكو، حيث تم توقيفه للنظر في "طلب اعتقاله"، وفق ما ذكر محاميه فاديم كوبزيف.

وفي تسجيل مصور نُشر على مواقع التواصل الاجتماعي، بدا نافالني مستاء في قاعة المحكمة وقال "لقد شاهدت الكثير من حالات السخرية من القانون (...) ولكن الأمر هنا هو غياب مطلق للقانون".

وأضاف "الجد في مخبئه يخاف جدا لدرجة أنه تم تمزيق وإلقاء قانون إجراءات العقوبات الجنائية في سلة المهملات"، في إشارة إلى بوتين ولانعقاد جلسة محكمة في قسم للشرطة.

اتهام جديد 

وكانت سلطات السجون الروسية حذرت الخميس من أن نافالني سيوقف لدى عودته لأنه انتهك شروط المراقبة القضائية المفروضة عليه في إطار عقوبة بالسجن خمس سنوات مع وقف التنفيذ بتهمة اختلاس أموال يعتبر المعارض أنها ذات دوافع سياسية.

وهو مستهدف منذ كانون الأول/ديسمبر بتحقيق جديد بتهمة الاختلاس للاشتباه بأنه أنفق لأغراض شخصية 356 مليون روبل (3,9 ملايين دولار) من التبرعات.

وكانت عودته الأحد مضطربة إذ أوقفت شرطة مكافحة الشغب عشرات من مؤيديه أتوا لاستقباله في مطار فنوكوفو.

وحولت طائرة نافالني التي كانت تقله برفقة عدد كبير من الصحافيين في اللحظة الأخيرة باتجاه شيريميتييفو.

وجرى توقيفه وفصله عن زوجته يوليا عند التدقيق بالجوازات أمام عدسات الكاميرات.

"سجين رأي" 

وفي طريقه إلى موسكو، أكد نافالني أنه لا يخشى شيئا وقال "هل سيقومون باعتقالي؟ هذا ليس ممكنا، انا بريء".

اعتبرت منظمة العفو الدولية الاحد أن اعتقال نافالني يجعل منه "سجين رأي" ضحية "حملة لا هوادة فيها" للسلطات الروسية بهدف "اسكاته".

وصدرت إدانات باعتقال نافالني الذي طالب الإتحاد الأوروبي مع فرنسا وألمانيا وبريطانيا وبولندا بالافراج عنه "فورا" وكذلك إدارة الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن.

كما أعربت مفوضية حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة الإثنين عن "قلقها البالغ" ودعت "للإفراج عنه فورا ولاحترام حقه في الاجراءات القانونية تماشيا مع حكم القانون. نكرر دعوتنا لتحقيق دقيق وموضوعي في تسميمه".

من جهته ندد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو بمحاولة "إسكات نافالني".

وردت الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاورفا عبر "فيسبوك" بقولها "اهتموا بمشاكلكم الخاصة".

واعتبر وزير الخارجية، سيرغي لافروف، أن الغرب يهاجم روسيا "لصرف الانتباه عن الأزمة العميقة التي تقوض نموذج التطور الليبرالي".

ورأى أن قضية نافالني "تعود لقوات حفظ النظام" والأمر يتعلق "بضمان احترام القانون الروسي".

أصيب المعارض بإعياء شديد خلال رحلة العودة من سيبيريا إلى موسكو في إطار حملة انتخابية وأدخل المستشفى في مدينة أومسك حيث بقي 48 ساعة ثم نقل إلى برلين.

وخرج نافالني من المستشفى في أوائل أيلول/سبتمبر وخلصت ثلاثة مختبرات أوروبية إلى أنه سمّم بمادة نوفيتشوك التي طورت خلال الحقبة السوفياتية. وهذا الاستنتاج أكدته منظمة حظر الأسلحة الكيميائية رغم نفي موسكو المتكرر.

وما زال نافالني الذي تتجاهله وسائل الإعلام الروسية وغير الممثل في البرلمان ولا يحق له الترشح بسبب إدانته بتهمة التهرب الضريبي التي وصفها بأنها قرار سياسي، أبرز أصوات المعارضة، ويعود ذلك بشكل اساسي إلى قناته على موقع يوتيوب التي يتابعها 4,8 ملايين شخص ومنظمته الخاصة بمكافحة الفساد. 

ورغم تعرض نافالني مراراً لملاحقات قضائية والحكم عليه بالسجن فترات قصيرة، نجح في تنظيم تظاهرات كثيرة حظيت بمتابعة من كثب، فيما تسببت استراتيجياته الانتخابية بخسارات محرجة للسلطات في انتخابات محلية. 

لكن تبقى شهرته محدودة خارج المدن الكبرى. وبحسب استطلاع للرأي أجراه مركز "ليفادا" المستقل، ايدت نسبة 20% فقط من الروس تحرك نافالني، أما الباقون فإما لم يسمعوا قط بالمعارض وإما رفضوا الادلاء بآرائهم.


عدد التعليقات 0
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لم يتم العثور على نتائج


شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

في أخبار